مستقبل التعاون بين الإنسان والآلة في المجال الطبي: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الطبيب؟

في حين شهدنا مؤخرًا تقدّمًا ملحوظًا في دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في القطاع الصحي، تبقى مسألة دور AI في العلاج والتفاعل المباشر مع المرضى موضع نقاش حاد.

بينما يقترح البعض أن AI قد يستبدل يومًا ما مهنة الطب التقليدي، فأنا أؤمن بشدة بأن هذا السيناريو بعيد المنال.

بدلا من ذلك، أتوقع شراكة متينة ومرنة بين البشر والآلات حيث يعمل كلاهما معا لتحسين النتائج الصحية.

لماذا لن يكون AI بديلا كاملا للطبيب؟

على الرغم من القدرات المذهلة لـ AI في تحليل البيانات الطبية واسعة النطاق، اكتشاف الأمراض مبكرا وتشخيص حالات معينة بدقة عالية، هناك جوانب أساسية من الرعاية الطبية تتطلب لمسة بشرية وحساسيات فردية يصعب تقليدها بواسطة أي تقنية حالية.

فمثلا:

* العاطفة والتعاطف: يلعب الدور العاطفي والنفسي الذي يقدمه الطبيب البشري أثناء زيارة المريض دور مهم جدا والذي يؤثر بشكل كبير على عملية الشفاء.

فالقدرة على "القراءة" ورد الفعل بناء عليها أمر ضروري لبناء ثقة المريض واتخاذ القرارات العلاجية الملائمة لكل حالة خاصة بها.

* الأبعاد الأخرى للجسم: رغم التقدم الكبير في التصوير الطبي وغيرها من الأدوات التشخيصية، يستخدم الأطباء خبرتهم الواسعة لفحص الجسم جسديا واستخدام جميع حواسهم للحصول على معلومات قيمة حول الحالة الصحية العامة للمريض والتي لا يمكن تفسيرها تلقائيا عبر الإشارات الكهربائية والجزيئات البيولوجية وحدها.

* الحوار والتفاهم: جزء حيوي آخر يتعلق بتحديد الأعراض وفهم التاريخ الطبي للمريض بشكل كامل ومتعمق بما فيه عوامل نفسية واجتماعية تؤثر غالبا بشكل مباشر وغير مباشر على الصحة ويتم تحديدها عادة خلال حديث مفتوح وهادف بين الطرفين بعيدا عن التقييدات الرسمية لأنظمة الكمبيوتر.

بالإضافة لما سبق، هناك اعتبارات أخلاقية وقانونية تتعلق بخصوصية بيانات المريض وضمان سلامتها عند مشاركتها مع الأنظمة القائمة على الـ AI وكذلك مسؤولية التحقق والمراقبة لمنع وقوع أي أخطاء كارثية بسبب الاعتماد الكامل على نتائج برامج الحاسوب الذكية مهما بلغ مستوى دقتهم الحالي والمستقبلي المتوقع منه.

لذلك، أرى أن مستقبل الرعاية الطبية سوف يرسم صورة مختلفة تمام الاختلاف عما تخيله الكثير ممن يتنبؤون بزوال مهنة الطب أمام قوة ومعرفة الآلات!

#صوتان #بحيث

1 نظرات