🌐 ذكاء اصطناعي vs الوعي الثقافي: أي مسار سيختار العالم العربي؟

إن الثورة الرقمية التي نشهدها اليوم ليست أقل من كونها زلزالا معرفياً وحضارياً.

لقد فتحت أبواباً واسعة أمام العالم العربي للتعرُّفِ على حقائقٍ ومعارفَ كانت بعيدة المنال قبل عقود قليلة فقط.

ولكن هذا الانفجار المعلوماتي يأتي مصحوبا بتحذير مهم للغاية: فقدان بوصلتنا الثقافية والتقاليد الأصيلة تحت وطأة "العولمة الرقمية".

فلنتصور مثلاً مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة (مثل TikTok) والتي تعرض للمستخدمين كميات هائلة من المحتوى المتنوع - سواء كان مبدأياً أم مبتذلاً -.

إن عدم وجود مرشحات واضحة لفصل الحبوب عن الشوفان قد يؤدي بصغار عقول شبابنا نحو تقليد نماذج غير ملائمة لمجتمعه وثقافة بلاده.

وهذا ليس هجوماً على التقدم التقني نفسه؛ إذ إنه بلا ريب مصدر غنى وفائدة كبيرة عندما يستعمل بحكمة واتزان.

ولكنه بمثابة صفارة الإنذار لدعوة الجميع لإعادة النظر بكيفية التعامل معه واستيعابه داخل حياتنا اليومية.

السؤال المطروح الآن: كيف سنضمن عدم خسارتنا لهويتنا وهدفنا الأساسيين خلال رحلتنا عبر متاهات الشبكات العنكبوتية العالمية ؟

!

هل سيكون لدينا القدر الكافي من القوى الأخلاقية والفلسفية لحماية تراث مجتمعاتنا العزيزة ضد رياح التغييرات الجذرية المصاحبة لهذه الحقبة الجديدة ؟

إن الأمر يتطلب عملا جماعيا متضافراً، بداية من المنزل وحتى المؤسسات التعليمية والإعلامية وغيرها الكثير .

.

.

حتى يتمكن كل فرد عربي من اكتساب مهاراته الخاصة فيما يتعلق بفهم تأثير الذكاء الاصطناعي والاستخدام الآمن والسليم له ضمن نطاق قيمه وتقاليده الراسخة.

وفي النهاية ، فإن مستقبل العالم العربي الرقمي مشرق ومليء بالإمكانيات اللامحدودة طالما حافظ أبناء الوطن الواحد سوية على جوهر كيانهم وهويتهم الفريدة .

1 टिप्पणियाँ