بين خرافة الذكاء الصناعي وأساطيره.

.

لقد سيطر مفهوم "الذكاء الصناعي" مؤخرًا على المشهد الفكري العالمي ليصبح حديث الساعة والشغل الشاغل للكثير ممن يتطلعون لمستقبل صناعة القرار وصنع السياسة العامة وحتى الحياة اليومية للفرد البسيط.

ورغم الهالة الإعلامية المصطنعة المحيطة بهذا المصطلح، والتي تدفع البعض لتضخيمه كتجسيد لقدرات خارقة للإنسان نفسه، فإن الواقع العملي حتى الآن يكشف قصورا واضحا لدى هذه الأنظمة.

فالقدرة على فهم السياقات الثقافية والعادات الاجتماعية للشعوب لا تزال عصية عليهم مهما بلغ حجم البيانات المستخدمة في التدريب الخاص بهم.

فالتواصل الإنساني غني ومتنوع للغاية بحيث يصعب اختزاله بخوارزميات بسيطة تقوم بقرصة حروف وجمل لتحليل النصوص واستخراج معانيها حرفية دون ملامسة لحقيقة التواصل البشري المبنية على المشاعر وردود الفعل غير المرئية.

وبالتالي، فلا يجوز الاعتماد الكامل عليها خاصة عند تناول المواضيع الحسّاسة مثل الشعر والروايات وغيرها مما يحمل مدلولات ثقافية واجتماعية عميقة.

وفي حين قد تتمكن من توفير بعض الوقت والجهد في المهام الدنيوية، تبقى أهمية العنصر البشري حاضرة بقوة ولا يمكن تجاوز دور الإنسان الحي المتحرك الواعي بتفاصيل الأمور الصغيرة والكبيرة على حد سواء.

لذلك دعونا نحتفي بالاختلاف والاختيار الحر للطالب/المستخدم عوض فرض قيود موحدة مبنية على تصور خاطئ بقدرات هذه البرمجيات.

إن الهدف الأسمى هنا هو خدمة المجتمع وليس العكس!

#الشخصي

1 コメント