إن التركيز الزائد على أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنية الرقمية في العملية التعليمية قد يؤدي إلى تقويض دور المعلم التقليدي ويحول المدرسة إلى بيئة افتراضية خالية من التجارب الحقيقة والحوار الصدامي.

صحيح أنه من الضروري الاستعانة بالتكنولوجيا لتحسين تجربة الطلاب وسد النقص في عدد المعلمين المؤهلين، إلا أن ذلك لا ينبغي أن يحدث على حساب الجوانب الأخرى الحاسمة في التربية كالنمو الاجتماعي والانفعالي للطالب وفهمه للعالم من حوله.

لذلك فإن الحل الوسط يكمن في استخدام التكنولوجيا كمساعد وليس بديلاً للمعلمين الذين يجب عليهم دمج الأدوات الرقمية ضمن مناهج تعليمية شاملة تسمح بتنشيط جميع القدرات الذهنية لدى الطالب وتطوير مهاراته الإبداعية والنقدية.

وفي النهاية يجب ألّا ننسى أهمية الخبرات خارج الصف الدراسي والتي تصنع الفرق الحقيقي في تنمية شخصية الطفل وقدرته على تكوين شبكات اجتماعية صحية ومتوازنة.

إن العودة إلى مقاعد الدراسة بعد فترة طويلة بسبب ظروف كورونا هي دليل واضح على حاجة الإنسان للتفاعل وجها لوجه مهما تقدمت وسائل الاتصال الرقمية.

فالطفل يتعلم أفضل عند شعوره بالراحة النفسية والألفة الاجتماعية مما يجعل دوره نشطا ومؤثرا بدل كونها عملية تلقين معلومات جامدة وخاوية من المعنى العملي.

وبالتالي يجب إعادة النظر في مفهوم المدرسة الحديثة بحيث تجمع مزايا كلا العالمين (الاقتراضي والرقمي) لخلق نظام تربوي متوازن يلبي احتياجات المتعلم العصري ويضمن له مستقبل مشرق.

#إعادةالتفكيرفيالتعليم # التوازنبينالإنسانوالآلة

1 التعليقات