المستقبل يتشكل عبر بوابة التعليم

تتغير خارطة العالم بسرعة، ويعود ذلك جزئياً لتسارع ثورة المعلومات والقوة الهائلة للتكنولوجيا.

هذا الواقع يدفعنا نحو عالم جديد حيث الحدود التقليدية بين أساليب التعلم المختلفة تبدأ بالاختفاء.

لقد فتحت أحداث غير متوقعة مثل جائحة كورونا نافذة واسعة على مستقبل محتمل يتميز بتكامل أكبر بين طرق التعليم الحضورية والرقمية.

لكن السؤال المطروح هنا يتعلق بنوعية هذا المستقبل.

هل سنعتمد فقط على التقدم التكنولوجي لنعيد صياغة مفهوم "الفصل الدراسي"، أم يجب علينا أيضًا التركيز بشدة على تنمية الجوانب الإنسانية والعاطفية التي لا غنى عنها لفهم العالم من حولنا؟

إن الجمع بين القوتين – قوة العلم وقدرته الحاسوبية اللامتناهية وبين حكمة البشر وفطرتهم الطبيعية– قد يكون مفتاح تقدمنا الجماعي.

وفي حين نشجع الشباب على احتضان آفاق واسعة للمعرفة، فلابد وأن نقوم بإرشادهم لاستعمال تلك الأدوات بمسؤولية ووعي تامين بالآثار المترتبة عليها.

بهذه الطريقة وحدها سيتم ضمان تحقيق توازن مثالي بين النمو الشخصي والنماء المجتمعي ضمن مجتمع مستدام ومتجدد باستمرار.

فالعقل الخصب والمعروف بالمبادئ الأخلاقية الحميدة قادر دائماً على خلق حلول مبتكرة تبعث الحياة في روح الحضارات القديمة الجديدة.

فلنجعل هدفنا الأساسي خدمة الإنسانية جمعاء بروح منفتحة تسعى للمعرفة ٱلْحَآقَّةُ [١](https://quran.

com/69/1) والتي تغذي روح وقلباً معاً.

هذه هي الرسالة الأساسية لمنظومة تعليم شامل وغني بمختلف مكوناته.

1 Kommentarer