بين الواقعية والرومانسية: أيهما يعكس حقيقة البؤس الإنساني بشكل أفضل؟

إذا كانت رواية فيكتور هوجو تقدم صورة واضحة للواقع الاجتماعي القاسي وتأثيراته على حياة الناس اليومية، فإن التركيز على النقد السياسي المبطن قد يحجب رؤيتنا لتلك الصورة الأكثر عمقا والتي تصور الكرامة البشرية والصراع الأخلاقي الداخلي للفرد في ظل ظروف قاهرة.

فلنفترض للحظة أن البؤساء ليست مجرد وثيقة تاريخية اجتماعية، وإنما أيضًا دراما نفسية فلسفية تبحث في ماهية الخير والشر داخل كل فرد وكيف يؤثر السياق المجتمعي على اختياراته.

بهذه الطريقة، تصبح الرواية أكثر من كونها مرآة للمجتمع، فهي أيضًا تحليلا لمعاناة الروح الإنسانية ودفاعها عن العدالة والحب وسط عالم قاسٍ لا يعرف الرحمة.

وهكذا يتضح أنه بالإضافة إلى القضايا الاجتماعية والسياسية، تحتوي البؤساء أيضا دروس عميقة تتعلق بالفلسفة والثقافة الإنسانية العالمية.

وهذا يدفع بنا للتساؤل مرة أخرى: هل نستطيع حقّا معرفة كل شيء بالعقل والعلم؟

أم أن بعض جوانب التجربة البشرية تحتاج لأن ننظر إليها بعيون القلب قبل العقل؟

#والمعاني #يبدو

1 Comments