إن العالم يتجه نحو مرحلة حرجة حيث تتزايد آثار العولمة الاقتصادية الشديدة ويصبح تأثير الحروب واضحا كل يوم.

لقد آن الأوان لرؤية المشكلات بعيون جديدة وفهم عميق.

العولمة ليست مجرد زيادة في التجارة العالمية وإنما نظام معقد له عواقب وخيمة على الدول والشعوب.

فهي توسّع الفجوات الاجتماعية والاقتصادية وتزيد من عبء الدين العام الذي يتحمله الجميع.

وفي الوقت نفسه، تستنزف موارد الكوكب الطبيعية وترهن مستقبل الأجيال القادمة.

ومن المؤسف جدا ان يتم النظر الى العولمة كحل اقتصادي رومانسي قادر على تحقيق العدالة والتوازن عندما تكون حقيقة الأمر عكس ذلك تماما.

لذلك علينا تغيير نظرتنا تجاه هذا النظام ومراجعة اولوياته واسلوب ادارته اذا اردنا ضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي طويل الامد.

كما انه بات واضحا للغاية بان الحرب سوف تحصد المزيد من الاروح البريئة ولن تقترب ولو خطوة واحدة من ايجاد اي نوع من انواع السلام الحقيقية.

فالشرق الاوسط وخاصة منطقة الخليج العربي اصبحت ساحات حرب وصراع دامية بسبب تدخلات بعض الدول الاقليمية والدولية سعيا لتحقيق مصالح خاصة بها مما ادى لعجز تام امام امكانية تطبيق مفهوم الحكم الذاتي للشعب الواحد وهذا امر مقلق للغاية وينذر بتدهور اكبر لما تبقى من امل ببناء العالم الجديد المستقر والمتسامح ثقافيا وسياسيا والذي نطمح اليه جميعا.

فلا بد اليوم اكثر منه ابدا ان نمضي قدما بخطوات مدروسة وبايجابية وان نحث خطوات دبلوماسية مبنية علي اسس راسخة من الاحترام المتبادل وقبول الاختلاف للحفاظ علي كيان البشرية جمعاء.

#قضية #فقط #لبناء

1 Kommentarer