الفكرة الجديدة المقترحة هي: "الهوية الرقمية: هل تتجه البشرية نحو عالم افتراضي يحمل هويتنا الأساسية فيه؟

"

في ظل تسارع وتيرة التحولات العالمية والتكنولوجية، أصبح مفهوم الهوية الشخصية والثقافية أكثر ديناميكية وتعقيدا مما سبق.

إن ظاهرة العولمة، والتي غالبا ما ارتبط تأثيرها بهوية الإنسان وقيمه ومبادئه الراسخة، لم تعد هي القوة المهيمنة الوحيدة اليوم.

لقد طغى عليها ظهور واقع رقمي متوازٍ، يُطلق عليه اسم العالم الافتراضي أو الميتافيرس، والذي يقوض تدريجياً الحدود بين الواقع والمجاز.

هل يمكن لهذا الواقع الجديد أن يشكل مصدر خطر آخر على كياننا وهويتنا كما عرفناها تقليديا؟

وما الذي ينتظرنا عندما تبدأ خطوط الفصل بين حياتنا خارج الشبكة وحياتنا ضمنها بالاختلاط والاندثار التدريجي؟

قد يكون الوقت مناسبا لبحث مدى احتمال تشكيل عالم ميتافرسي للأفراد وفق رغبات الشركات وأصحاب المصالح المالية الضخمون، وبالتالي توليد نوع جديد من الانتماء والهوية التي لا تستند إلا للمصلحة الربحية والتوصيف الكمومي للعقل البشري.

إنه عالم حيث يصبح كل شيء قابل للشراء وقياسه وترتيب قيمته بناء علي مقدار الأموال المرتبطة به.

بالتالي فإن السؤال المطروح أمامنا جميعا اليوم وبشكل ملح للغاية يتمثل فيما يلي:"كيف سوف تؤثر هذه البيئات الرقمية المتزايدة التأثير بشكل متواصل وعميق علي نظرتنا لأنفسنا وللعالم المحيط بنا ؟

".

إن الأمر يتطلب مزيج من التفكير العميق والاستعداد لقبول احتمالات مختلفة عما اعتدنا عليه سابقا بشأن ماهيتنا ودور تقنيات المستقبل فيها.

إن مستقبل العلاقات الإنسانية والمعرفة والإنجاز والابداع وكل جوانب التجربة المجتمعية الأخرى تخضع حاليا لسلسلة طويلة وغير متوقفة النتائج لتطورات عفوى في مجال الذكاء الصناعي وغيرها العديد من المجالات الأخرى ذات الصلة الوثيقة بحياة الناس اليومية.

لذلك فعلى الرغم بأن الكثير منها يعد بالفعل في طور التشكل والتحديد، إلا أنه حتى تلك اللحظة، يكبر حجم المسؤولية التي تتحملها الحكومات وصناع القرار وكذلك عامة الأشخاص حول العالم تجاه تحديد كيفية تنظيم واستخدام مثل هذه الوسائل القادرة على تغيير مسارات الحياة البشرية بصورة جذرية لخدمة خير المجتمع الأوسع نطاقا بدلا عن خدمة مصالح نخبوية ضيقة.