سرقة الحضارات: هل "الغرب" مهّد طريق التقدم العلمي أم استغل تراث الآخرين؟

منذ قرون مضت، ازدهرت الحضارة الاسلامية بالعلم والمعرفة، وترك العلماء المسلمون بصمات خالدة في مختلف المجالات كالطب والكيمياء والرياضيات وغيرها.

.

.

ولكن تاريخ البشرية شهد تغيرا جذرياً، حيث انقلبت الآية لتصبح أوروبا مركز الثقافة والحضارة الحديثتين، بينما طمس دور العلماء المسلمين الذين شكلوا الأساس لهذه النهضة.

إن الادعاء بأن "العصر الذهبي" للإنسانية انطلق من أوروبا يتجاهل الحقائق التاريخية الواضحة والتي تثبت عكس ذلك تماماً.

فقد كانت المساجد والمدارس العربية آنذاك مراكز بحث وتدريس متقدمة للغاية مقارنة بما عاصرته القارة الأوروبية خلال فترة القرون الوسطى المعروفة باسم "العصور المظلمة".

كما يجب التأكيد أيضاً أنه لو لم يكن لاستخدام بعض المصطلحات المشابهة اليوم جذور عميقة في اللغة والثقافة العربية الأصلية لما ظهر مفهوم مشابه لها أصلاً!

إن الأمر يشبه اعتراف البعض بتلك الحقيقة ثم محاولة دفنها وعدم الاعتراف بالمصدر الأصلي لها خشية التعرض لانتقادات بسبب عدم الإنصاف والاحترام للمساهمات الأخرى خارج نطاق حدودهم الخاصة.

وعلى صعيد آخر فيما يتعلق بالإسلام الرسمي المدعوم غربياً والذي يقدم صورة نمطية ومشوهة للدين الإسلامي السمحة، فهو أمر مقلق للغاية ويستوجب الانتباه إليه لأنه يؤثر سلباً ليس فقط على فهم الدين الصحيح ولكنه كذلك يعمل ضد تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية التي يدعو إليها الإسلام حقاً.

وفي النهاية فإن مفتاح النجاح يكمن دائما في الاستمرار بالتفوق والإبداع مما يجعلنا نحفر مكاننا الخاص وسط مجموعة المنافسين بدلاً من البحث عن طرق مختصرة غير مشروعة للحصول عليه.

1 Komentar