في عالم اليوم سريع الخطى، حيث تُعدّ الراحة والملاءمة أولويتيْن رئيسيتيْن، يبدو التقليدي القديم متخلفاً بشكلٍ مُحبط.

لكن عندما يتعلق الأمر بالطعام، فإنني أشعر بقلق عميق بشأن تأثير تسارع الحياة الحديثة على تقاليد الطهي الخاصة بنا.

إن عملية تحضير طبق مصري كلاسيكي مثل "الملوخية"، والتي تتضمن خطوات متعددة بدءًا من اختيار الأعشاب المناسبة وحتى الحصول عليها عبر السلق البطيء، ليست فقط طريقة لإعداد الطعام؛ إنها أيضًا وسيلة للتواصل مع تاريخ وثقافة مصر العميقة.

ومع ذلك، هل يمكننا حقًا الحفاظ على جوهر هذه الوصفات بينما نسعى جاهدين نحو المزيد من الكفاءة وسرعات أكبر؟

إذا اخترنا طرق قصفتِ الوقت مثل استخدام الآلات الكهربائية لمعالجة الخضروات بدلًا من العمل اليدوي التقليدي، فإنه بلا شك سيكون هناك تغيير كبير في المنتج النهائي - سواء فيما يخص القوام والنكهة وربما حتى قيمة العناصر المغذية الموجودة فيه.

بالإضافة لهذا، هل سيغير الاعتماد المتزايد على البدائل النباتية الطبيعة الأساسية للأطباق التي اعتمدت منذ قرون طويلة على اللحوم كمصدر أساسي للبروتينات والعناصر الأخرى اللازمة للجسم الانساني ؟

هذه الأسئلة تحمل أهميتها خاصة حين نفكر في الجيل الجديد الذين قد لا يكون لديه نفس التعرض لتلك التجارب الثقافية كما فعل آبائهم وأجدادهم قبل ظهور الإنترنت وفوضاه.

بالتأكيد، تعتبر المرونة والإبداع جزء مهم جدا من أي ثقافة طعام حقيقية، ولكنه من الضروري أيضا الاعتراف بأن بعض جوانب ممارسات الطبخ لدينا هي أكثر بكثير مما هو موجود أمام العين المجردة.

فهي عبارة عن روابط تربط الماضي بالحاضر وتذكر دائما بجذور المجتمع وهويته.

لذلك دعونا نجد طريق وسط بين الحنين والحداثة بحيث نحافظ على أفضل كلا العالمين.