الثقافة الشعبية: هل تعكس أم تشكل؟

هل الإعلام الاجتماعي يخلق الاتجاهات أم أنه يعبر عنها؟

تُظهر الدراسات النفسية الاجتماعية كيف تتأثر سلوكياتنا وقرارتنا بما يرونه الآخرون عبر الإنترنت.

فالإعجابات والمشاركات المتزايدة لأفعال معينة تخلق شعورا بـ "الإجماع"، مما يؤدي بنا لاتخاذ قرارات قد لا نفكر بها لو كنا بمفردنا.

وهذا ما يعرف بتأثير "التوجه الاجتماعي".

لكن دعونا نفكر خارج الصندوق قليلا.

.

ربما الأمر ليس بسيط هكذا.

فهل يدفع الأشخاص نحو التصويب تجاه اتجاه موجود بالفعل، وبالتالي يصبح لهم دور فعال في تشكيل تلك الاتجاهات؟

بالتالي، هل صناع المحتوى هم من يقودون الجمهور أم العكس صحيح؟

يمكن اعتبار منصات التواصل الاجتماعي ساحة حوار مستمرة بين المؤثرين وجمهورهم.

هنا، لكل طرف تأثيرا مباشرا على الآخر ضمن دائرة حميمة.

لذلك، إن كانت الثقافة الشعبية انعكاسا لرغبات الناس وطموحاتهم، فهي كذلك نتيجة لهذا الحوار الديناميكي ومحصلة تفاعل النشاط البشري مع التقنيات الجديدة.

وبالتالي، تنطبق القاعدة نفسها عند مناقشة أي شكل آخر من أشكال الثقافة الشعبية سواء كانت الموسيقى أو الأفلام وغيرها الكثير.

فلنفترض مثلا ارتفاع نسب مشاهدة نوع معين من البرامج التلفزيونية خلال فترة زمنية قصيرة.

عندما يقوم المنتجون باستثمار المزيد فيها، تبدأ الآراء بالنضوج والتطور تدريجيا حتى تصل لحالة التبلور الكامل والتي ستحدد مصير البرنامج نفسه مستقبلا.

وفي النهاية، يبدو واضحا العلاقة الوثيقة والمتداخلة للغاية بين المنتج والمستهلك داخل بيئات ثقافتهم المصنوعة أصلا بواسطة شرائح المجتمع ذاته والذي يشمل كلا منهما.

فلا يوجد منتِج دون مستَهْلك ولا يوجد مستَهْلِك بدون منتِج؛ إنهما جزءان ضروريان لنفس العملة.

---

هل تريد مني تطوير موضوع آخر مختلف جذريا عما سبق ؟

#الواقعية #بالاختلافات #تؤدي #الحروف #البناء

1 تبصرے