هل هناك تناغم بين الإبداع التكنولوجي والتنوع البيئي؟

يبدو الأمر كذلك عند النظر بعمق أكبر.

فالعلوم البيئية تكشف لنا مدى تعقيد نظام الكوكب وكيف تعمل العناصر المختلفة داخل النظام بيئي واحد لتحقيق الاستقرار الديناميكي.

وفي المقابل، يحقق المهندسون والمخترعون نجاحات موازية عبر تصميم حلول مستوحاة من الطبيعة (الحلول الحيوية)، والتي تسعى لاستخدام مبادئ البيولوجيا لحل المشكلات الهندسية.

لكن ماذا لو قلبنا الطاولة وقلنا: لا يمكن فصل الابتكار التكنولوجي عن التأثير البيئي ولا ينبغي لنا التغاضي عنه تحت ستار "الأمل بالتغيير".

قد يكون لدينا أدلة علمية دامغة حول الآثار المثبتة للتلوث الناجم عن التصنيع المكثف للمنتجات الإلكترونية وغيرها من المنتجات عالية الطلب حاليًا.

وهنا يأتي الدور الحيوي للتعليم الذي يجب عليه التحرك بسرعة لتزويد الشباب بمهارات النقد الفكري اللازمة لفهم العلاقة الضيقة والمعقدة بين النمو الاقتصادي والاستهلاك والقضايا العالمية الملحة مثل تغير المناخ وفقدان التنوع الحيوي.

في حين تشيد مقالة واحدة بتاريخنا الغني وما يقدمه الفنون القديمة والعناصر الطبيعية من حكمة، إلا أنها تنسى ذكر أهمية دمج تلك الدروس ضمن خطابات السياسات الحديثة المتعلقة بالمناخ والتنمية المستدامة.

كما وأن التركيز الحالي على فوائد الذكاء الاصطناعي والرقمية يجب ألّا يجعلنا نتجاهل أهمية التربة الخصبة والأنهار الصحية والغابات المتنوعة بيولوجيًا.

فعلى الرغم من كونها بديهية ومتاحة بلا مقابل نسبياً مقارنة بتوفير تقنية جديدة، إلا أنها ضرورية لبقاء الحياة نفسها.

وبالتالي، يكذب علينا أي ادعاء يقول بعدم الجدارة بالاهتمام بمثل هذه القضايا لأنها ليست مبتكرة بما يكفي.

وعليه، فلابد أن نفهم وندرس كلا المجالين – العلم والفن– جنباً بجنب لنكتسب رؤية أشمل للعالم ولنتمكن من تطوير مستقبل أكثر انسجاماً مع قوانينه الطبيعية.

#والثراء #ومعلم #إعادة