في عصر يهيمن فيه العالم الرقمي، أصبح من الضروري إعادة تقييم دور التكنولوجيا في تعليم الأطفال.

إن تركيزنا المفرط على المهارات الرقمية قد أدى بنا إلى تجاهل جوهر التربية - وهي تربية الأفراد القادرين على التفكير النقدي والإبداعي.

يجب علينا تحقيق التوازن بين الفوائد العملية للتكنولوجيا وبين الحاجة الملحة لبناء شخصية مستقلة وقادرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات الصحيحة.

كما يتطلب الأمر اهتمام خاص بالآثار النفسية والسلوكية للاستخدام المكثف للتكنولوجيا، وخاصة بالنسبة للأطفال.

ومن المهم أيضا عدم نسيان القيم الأخلاقية والمعرفية الأصيلة التي شكلت تاريخ البشرية منذ قرون عديدة.

فلنجعل التكنولوجيا خادمًا لنا وللعقول النامية، وليكن هدفنا النهائي هو إنشاء جيل متعلم ومبدع قادر على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين.

وعلى جانب آخر، فإن الأحداث الأخيرة المتعلقة بالنظام العام والسلام العالمي تستوجبان الوقوف والتأمل.

فالوضع في فلسطين يذكرنا مرة أخرى بعدم كفاية الاتفاقيات الدولية وعدم فعالية المؤسسات العالمية عندما يتعلق الأمر بحماية المدنيين وحفظ حقوقهم الأساسية.

إنه تحذير واضح بأن السلام والاستقرار هما مسؤولية مشتركة تتجاوز المصالح الوطنية والحسابات السياسية.

وفي حين نحزن على الخسائر البشرية ونشعر بالألم العميق لهذه المجتمعات المنكوبة، ندعو الجميع لاتحاد الصف وفهم أهمية العمل الجماعي من أجل مستقبل أفضل وأكثر سلاماً.

أما داخل حدود وطننا العزيز، فتظل قضية الأمن الوطني ذات أولوية قصوى، ويتعين علينا جميعًا دعم قوات حفظ القانون والجهات المختصة لمحاربة أي تهديدات خارجية كانت أم داخلية.

وهذا يعني أيضًا رفع مستوى الوعي المجتمعي ضد مخاطر التطرف والجريمة بكل أشكالها، وتشجيع ثقافة احترام الآخر وتقبل الاختلاف كأساس متين للمجتمع الآمن والمتماسك.

وحتى في ظل الاحتفاء بالفنون والثقافة الغنية، تبقى رسائل التضامن وتقدير الحياة الإنسانية هي الرسائل المهيمنة لكل حدث اجتماعي مهما بلغت شهرته وشعبيته.

فعند الحديث عن فقيد مثل الفنان الراحل سليمان عيد رحمه الله، نتذكر مدى ارتباط الفن بالإنسان وبالشعور الإنساني الخام الذي يجمعنا حتى لو اختلفت مللنا وآرائنا الأخرى.

لذلك دعونا نسعى دائما لنشر الحب والاحترام المتبادلين، فهو أساس صمود المجتمعات واستمراريتها عبر الزمان والمكان.

#كاتدرائية

1 Bình luận