هل الحرية تُباع وتُشترى؟

المظاهر الخادعة للتحرر

إن مفهوم "الحرية" غالبا ما يتم تقديمه لنا كمطلب أساسي وحق مطلق لكل فرد.

ومع ذلك، عندما ننظر بشكل أعمق، سنجد أنه كثيرا ما يتحول هذا الحق المطلق إلى سلعة قابلة للشراء والتداول.

فعلى سبيل المثال، يمكن اعتبار "حرية الرأي" متوفرة لمن يستطيع الوصول إلى وسائل الإعلام والصحافة المستقلة، والتي بدورها تحتاج إلى رأس مال كبير للاستمرار والبقاء.

وبالتالي تصبح حرية التعبير متاحة لأصحاب الثراء والنفوذ أكثر منها للمواطنين العاديين الذين قد لا يملكون نفس القدر من التأثير والموارد اللازمة لنشر أصواتهم وأفكارهم بحرية.

كما قد تبدو "الحقوق المدنية" أمراً مفروغا منه حتى نفكر فيما إذا كانت هناك بالفعل ضمانات قانونية قوية لحماية تلك الحقوق ومنع انتهاكات السلطة التنفيذية والقضاء وغيرها.

وفي بعض الدول النامية، غالباً ما تسمح الأنظمة الاستبدادية لنفسها بتجاهل القانون عند الحاجة للحفاظ على سلطتها ونفوذها، مما يجعل مفهوم المساواة أمام القانون غير موجود عملياً.

تحرير المفاهيم المغلقة

إذا افترضنا جدلاً بأن الحرية هي قيمة مطلقة وغير قابلة للنقاش، فقد يؤدي بنا الأمر إلى نتائج عكسية تدمر جوهر الحرية نفسها.

فعندما يصبح أي نقاش حول الموضوع ممنوعاً، وعندما يفشل المرء في الاعتراف بالتحديات الواقعية المرتبطة بتحقيق هذه القيم المثالية، سنقع حينذاك في براثن التعصب العقائدي والفلسفة المغلقة.

وهذا يشكل تهديدا مباشراً لفكرة "الحرية الفكرية"، إذ إنه يقيد طريقة حديثنا وفهمنا للعالم المحيط بنا ويتسبب في الانغلاق الذهني بدلاً من توسيع الآفاق وتشجيع الإبداع النقدي.

دعوة للفحص الذاتي

لذلك، يتعين علينا التعامل بحذر مع التصور البسيط والأحادي للحرية.

وبدلاً من قبول التعريفات الضيقة لهذه المفاهيم الأساسية، ينبغي علينا الدعوة إلى مناقشة مفتوحة وصريحة بشأن كيفية تطبيق هذه المثل العليا في البيئات المختلفة وفي ظروف متنوعة.

إن الانخراط في مثل هذه المحادثات سوف يساعد بلا شك في تسليط الضوء على الاختلافات بين النظرية والتطبيق العملي ويعطي معنى أكبر لقيمة الحرية ذاتها.

كذلك سيساهم في تحديد أفضل الطرق لتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع مستوى الحياة الاقتصادية والثقافية لكافة شرائح المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية والعرقية والدينية والجنسية وأنواع أخرى عديدة من الهويات الشخصية والفكرية.

وفي النهاية، فإن الطريق

#نتوقف #ألست #أجهزة #خطيئة #مبرمجة

1 Kommentarer