عند الحديث عن القوة والتأثير, فإن الأمر يتجاوز مجرد القوة الجسدية أو العدديّة.

القوة الحقيقية تنبع من موقع الشخص ضمن دوائر صنع القرار, وقدرته على تشكيل السياسات والواقع بشكل فعال.

فالأقلية التي تسيطر على هذه الدوائر يمكن أن يكون لها تأثير أكبر بكثير مما يوحي به عددها.

وهذا لأن الطبيعة البشرية والمؤسسات غالباً ما تكره الفراغ - أي فراغ في مراكز القوى سوف يتم ملؤه تلقائيًا من قبل الآخرين الذين قد يعملون لصالح مصالح مختلفة ومناوئة للمصالح الأصلية.

لذلك يجب عدم ترك أي مجال فارغ بدون رقابة وضمانات مناسبة للحفاظ عليه.

كما أن الجهود الفردية مهمة ولكنها محدودة التأثير مقارنة بتلك الجهود الجماعية المنتظمة والتي تعمل وفق رؤية واستراتيجيات طويلة الأجل.

إن التغير العميق والحقيقي لا يأتي نتيجة رد فعل عاطفي فقط, ولكنه يتطلب تخطيطاً واستراتيجياً مدروساً.

كذلك يجب فهم ديناميكية السلطة وأن الحكم غالبًا ما يكون بيد الأكثر ذكاءً في وضع نفسه في المناصب الرئيسية وليس بالأكثر قوة جسدياً.

ومن ثم فإن عدم المشاركة في تحديد المعادلات يعني الوقوع ضحية لهذه المعادلات فيما بعد.

وكذلك فإن الأنظمة لا تسقط بسبب الظلم المجرد وإنما بفقدان التحكم في مقاليد الأمور الأساسية.

وبالتالي هناك حاجة ماسة لفهم كيفية عمل السلطة وكيفية التعامل معها حتى تتمكن من تحقيق نتائج مفيدة ومرضية.

وفي النهاية كل شيء متروك لنا لنقرر بأنفسنا مكانتنا ودورنا في رسم مستقبلنا الخاص.

#أنفاس

1 commentaires