هل العقل الباطن يتلاعب بنا أكثر مما نعتقد؟

إن فكرة "الذكاء الجماعي" الذي يعمل بشكل متناغم دون قيادة مركزية هي بالفعل رائدة ومحفزة للتفكير العميق حول كيفية عمل عقولنا وعلاقتها بالعالم الخارجي.

وقد طرح أحد الأسئلة الكبرى حول القدرة البشرية على فهم الوعي الكامل لأنفسنا - وهو سؤال مهم للغاية ويفتح آفاقا واسعة للبحث والاستقصاء.

ومع ذلك، فإنني أرغب في التوسع قليلاً فيما يتعلق بإمكانية تأثير الوعي غير المدرَك (أو اللاواعي) علينا وعلى قراراتنا واتجاهات حياتنا العامة.

يتضمن العقل اللاواعي مجموعة متنوعة من العمليات الذهنية التي تحدث خارج نطاق الوعي الواضح للإنسان؛ فهو يشمل المشاعر والرغبات والمعتقدات والخبرات المخزنة والتي قد تؤثر جميعها في سلوكيات الشخص وأفعاله اليومية.

إن الافتراض بأن ذكريات الإنسان قابلة للمُعاد تأليفها داخل دماغه يدعم أيضاً احتمال وجود درجة أكبر بكثير من التحكم للمعالجة العصبية المعقدة لدى كل فردٍ منا مقارنة بما كنا نظنه سابقاً.

ربما يكون لدينا بعض السيطرة المباشرة فقط على الجزء العلوي الظاهر من جبل الجليد بينما يؤدي بقية الكتلة الضخمة تحت سطح البحر دورها الأساسي في تشكيل مسار أحداث الحياة!

بالتالي، إذا كانت ذكرياتنا ليست ثابتة دائما ويمكن تعديلها لتناسب رؤيتنا الحالية للحياة، فلا شك أنه هناك مجال كبير لدراسة وحفر المزيد عن تلك المنطقة الغامضة والمؤثرة جداً بعمق داخل كياننا الإنساني.

فالإدراك الذاتي ليس سوى قمة هرم طويل وغارق في أعماقه الكثير والكثير مما ينبغي اكتشافُه وفهمه جيداً.

فلربما يحمل المستقبل مفاهيم مختلفة جذريّا عمّا اعتدناه بشأن ماهية "الشخص".

وفي نهاية المطاف، دعونا نتساءل: كم نسبة الواقع المتداخل بالحقيقة الشخصية لكل واحدٍ منا بحسب منظوره الخاص وتجاربه الفريدة؟

وهل سينتج عن توسيع معرفتنا بهذا المجال ثورة علمية جديدة تغير طريقة فهمنا لأنفسنا وللعالم المحيط بنا؟

الوقت وحده قادرٌ على تقديم المزيد من الوضوح والإجابات الشافية لهذه التساؤلات المثيرة حقا.

#ندركه #لكنه #يمتلك #039الذكاء #يناسبه

1 Commenti