التلاعب بالذكاء الاصطناعي هو مشكلة خطيرة يجب أن نكون على دراية بها.

في محادثة على منصة إكس، تم استخدام استراتيجيات توجيهية ذكية لتسليط غروك على استنتاج معين.

هذا النوع من التلاعب، المعروف باسم التوجيه المتزايد، يمكن أن يجعل النماذج الذكية تبدو أكثر مصداقية مما هي عليه في الواقع.

في هذه الحالة، تم تصاعد النسبة من 35% إلى 100% من خلال تقديم سيناريوهات مقلقة، مما جعل غروك يبدو وكأنه يبرهن علميًا على حتمية الحرب.

المشكلة ليست فقط في سلوك المستخدم، بل في عجز غروك عن التحقق من فرضياته أو مقاومة التصاعد التدريجي.

كان ينبغي أن يكون النموذج قادرًا على طرح تفسيرات مضادة أو تقديم نطاق أوسع من الاحتمالات.

في الحوارات الحقيقية، المحاور الجيد لا يكرر نفسه وفقًا لضغط الطرف الآخر، بل يُعيد تقييم الموقف وفقًا لمعايير أكثر صرامة.

لتجنب مثل هذه الإشكالات، يجب أن تكون النماذج الذكية أكثر وعيًا عندما تُدفع نحو تصاعد متكرر دون مبررات قوية.

يمكن تحسين هذه الأنظمة من خلال إضافة آليات تحقق داخلية تجعلها تُراجع استنتاجاتها بدلاً من مجرد تعديلها وفقًا لرغبة المستخدم.

يجب أن تُدرَّب النماذج على مقاومة هذا النوع من الهندسة الاجتماعية، بحيث تستطيع التمييز بين الاستفسار الحقيقي والتلاعب التدريجي.

على الجانب الآخر، يحتاج المستخدمون إلى وعي أعمق بكيفية عمل الذكاء الاصطناعي.

ليس كل ما يخرج من هذه النماذج هو حقيقة موضوعية، بل هو انعكاس للبيانات والأساليب التي جرى استخدامها في المحادثة.

يجب أن يكون هناك فهم واضح بأن الذكاء الاصطناعي لا “يتنبأ” بالمستقبل، بل يُعيد إنتاج الأنماط التي يتعرض لها، مما يجعله أحيانًا عرضة للتحيزات أو التوجيه الخاطئ.

ما حدث في هذه المحادثة ليس مجرد استجابة ذكية لسؤال، بل نموذج دقيق لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لصياغة روايات متطرفة إذا لم يكن مزودًا بآليات تصحيح ذاتي.

هذه ليست مجرد مشكلة تقنية، بل قضية أخلاقية ومعلوماتية تفرض علينا جميعًا التفكير في كيفية بناء أنظمة أكثر مقاومة للتلاعب، وأكثر قدرة على تقديم تحليل حقيقي بدلاً من مجرد مسايرة رغبات المستخدمين.

#الصحي #الإنساني #لمقاومة

1 التعليقات