الازدواج الأخلاقي: عندما تصبح القيم متغيرة حسب المصالح!

هل يمكن قبول ازدواج المعايير عندما يتعلق الأمر بالمبادئ والقيم؟

يبدو واضحا اليوم كيف يتم التعامل بمعيار مزدوج بشأن العديد من القضايا الحساسة عالمياً، بما فيها حقوق الإنسان والنظام الغذائي والصحة العامة وحتى التعاون الدولي.

فعلى سبيل المثال، بينما تسلط الضوء جهات عالمية مؤثرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، على انتهاكات لحقوق الانسان تحدث خارج حدودها، إلا أنها تغفل عما يحدث ضمن مجالها الخاص مما يعكس نوعاً من اللامبالاة تجاه بعض الانتهاكات المحلية والتي غالبا ما تعتبر أقل خطورة مقارنة بنظيراتها الخارجية وذلك ربما بسبب تأثير الاعلام والرأي العام العالمي الأكثر تركيزاً عليها.

وفي نفس السياق، نجد جدلاً مستمراً حول أفضل الأنظمة الغذائية الصحية، حيث يتقاذف البعض حججاً مؤيده للنظام النباتي مقابل آخرين يؤكدون فوائد البروتين الحيواني.

وقد أصبح هذا الجدل قضية عالمية ذات بعدها السياسي أيضاً نظرا لتداخل عوامل متعددة كالرفاهية البيئية والاقتصاد والجوانب الاجتماعية والثقافية والدينية لكل فرد ومجموعة سكانية.

أما بالنسبة للتجارب التعليمية والحياتية، فقد أظهر الواقع مدى حاجة العالم للاستثمار أكثر في التعليم النوعي الذي ينتقل بالقيمة الفردية للمتعلم ويطور لديه القدرة التحليلية النقدية واكتشاف الذات واستخدام مهاراتها الفريدة لإيجاد الحلول العملية الملائمة لكل عقبة اجتماعية كانت أم بيئية.

تلك الدروس تعلمنا جميعا أهمية وجود أساس معرفي راسخ وقدرتنا الجمعية كمجاعات بشرية متنوعة ثقافيا ودينيا وعرقيا للانطلاق عالميًا والتغلب سويا مهما اختلفت خلفياتنا الأصلية.

إن المرونة الذهنية والانفتاح الفكري ليسا خياران فحسب ولكنهما مساران رئيسيان نحتاجهما باستمرار لبناء مستقبل مزدهر للإنسانية جمعاء بغض النظر عن أي توجه جغرافي سياسي أو اجتماعي.

#الحقوق #المستخلصة #تصميم

1 Comentarios