التعليم والتنمية المستدامة: رؤى نحو غد أخضر من المؤكد أن العلاقة الوثيقة بين التعليم العالي والتطور الاقتصادي لا جدال فيه؛ فهو المصدر الرئيسي للمعرفة والمهارات التي تحتاجها المجتمعات لتنمو وتتقدم.

لكن ماذا لو اتخذ التعليم بعدا آخر يتمثل في تبني مفهوم "التكنولوجيا الخضراء" كأسلوب حياة وليس مجرد مجال دراسي متخصص؟

تخيل معي عالما حيث تصبح مفاهيم الحفاظ على البيئة جزءا أساسيا من كل تخصص علمي وصناعي!

لن تأتي ثمار هذا النهج إلا إذا صدقت النوايا وعمل الجميع بجدية وتعاون مشترك بين مؤسسات الدولة والجامعات والقطاع الخاص.

إن تطوير مناهج تعليمية حديثة قائمة على مبدأ المسؤولية المجتمعية تجاه كوكب الأرض أمر ضروري لبنائه جيلا واعٍ بقيمة الطبيعة وبأن المستقبل يستحق حماية بيئته.

لذا فلنبدأ الآن بإعادة تعريف معنى النجاح الأكاديمي وليكن هدفنا الأول هو تخريج خبير قادر على الجمع بين العلم والعمل البيئي المبني على أسس علمية سليمة بعيدة عن الشعارات الرنانة فقط والتي قد تؤذي الكوكب بدلاً من مساعدتها.

إن تحويل الجامعات لمختبرات فضلى للتجارب النوعية الجديدة في استخدام الطاقة المتجددة وتقليل الانبعاثات الكربونية وغيرها الكثير مما يمكن ذكره لساعات طويلة لن يكون سهل المنال أبداً ولكنه مستهدف ويمكن الوصول إليه عبر خطوات مدروسة تسعى دوما للاستمرارية سواء كانت تلك الخطوة بسيطة كتوفير مصادر تغذية صديقة للبيئة داخل حرم الجامعة وحتى تغيير السياسات المؤسسة داخليا وخارجياً.

وفي النهاية دعونا نفكر سويا فيما يلي: أليس الوقت قد آن للحكومات بأن تستثمر بشراء المعدات الصديقة للبيئة عوض شراء السيارات المكلفة لكل مسؤول؟

وهل ستتبنى الشركات ذات التأثير الكبير أدوات الإنتاج الأكثر صداقة للطبيعة حتى وإن زادت تكاليف التشغيل مؤقتا مقابل مردود أفضل بكثير طويل الأجل؟

إن نجاحنا كمجموعة بشرية يعتمد بقدر كبير جدا اليوم وفي العقود القليلة المقبلة على كيفية توظيف مواردنا البشرية والفكرية لصالح قضايانا الملحة المشتركة والتي أهمها تغير المناخ العالمي وحماية طبقة الأوزون والدفاع ضد تلوث الهواء والمياه.

فمتى سيكون قرار البدء يا ترى؟

!

1 Kommentarer