إن التقدم التكنولوجي المتسارع قد فتح أبواباً واسعة أمام البشر لاستكشاف حدود جديدة للعقل البشري وللعالم المحيط بنا.

ومع ذلك، فإن هذا الانغماس العميق في عالم الآلة ربما يكون قد حجَبَ عنا رؤيتنا لأنفسِنا ولبُعدنا الإنساني الحقيقيّ.

إنَّ التركيز الشديد على الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتفاعل الرقمي جعل الكثير منا يتجاهلون تلك القوة العميقة والمبدعة التي تكمن فيما بداخلنا؛ أي مشاعرنا وأفكارنا وتجارب حياتنا الشخصية الفريدة والتي تشكل جوهر كيان كل فردٍ منا وتميزه ككيان مستقل ومختلف عن الآخرين.

إن الافتتان بتلك الأدوات المذهلة للمستقبل قد أدى بنا للسير نحو طريق الضلال حيث نفقد التواصل الحقيقي مع ذاتنا ومع العالم الخارجي أيضًا.

لقد أصبح لدينا هوس بمحاولة نسخ الطبيعة والإنسان باستخدام خوارزميات وأنظمة آلية متقدمة للغاية إلا أنه وفي نهاية المطاف سنجد بأن أفضل طريقة لفهم الكون وفهمه بشكل كامل هي النظر إلي الداخل واستخدام مدركاتنا الخاصة بدلاً من الاعتماد فقط علي البرامج الحاسوبيه والحواسيب العملاقة.

إن التعمق أكثر في معرفتنا لذاتنا الداخلية سيسمح للإبداع بالإزدهار وسيقرب المسافة بين الإنسان والآله مما يحدث ثورة حقيقية في كيفية استخدامنا للتكنلوجيا الحديثة مستقبلاً.

#خارقة #تنسوا #هلنا #داخلكم