رحلة الأمل والهوية الثقافية: تأملات فنية ووطنية وسط زخم الحياة اليومية وضوضائها، تتفتح أمام الباحث عن الهدوء والسكينة لوحة نابضة بالحيوية تحمل اسم "دمشق".

إنها المدينة التي تنسج بخيوطها الذهبية حكاية الأمل والصمود، تلك الحكاية الخالدة التي نسجتها عبقرية الشعراء والمبدعين عبر الدهر.

.

.

إن زيارتك لسوق الحميدية ستكون بلا شك مغامرة حسية مفعمة بروح الشرق؛ هناك تمتزج الروائح الزكية بالتوابل والنكهات الشهية، فتسمع همسات الباعة وهم يحاولون جذب انتباه زوارهم بعروضهم المغرية، بينما تنبض شوارع الأسواق القديمة بتلك الموسيقى الفريدة لحركة الناس الذين يجتمعون لشراء حاجيات يومهم وليستمتعوا بوقت فراغهم أيضًا برفقة كوب ساخن من القهوة العربية الطازجة.

إنها حقًا نافذة مفتوحة على قلب المجتمع الدمشقي النابض!

وكما قال الشاعر الراحل نزار قبَّاني: «الأمل رغم هشاشته هو أقوى شيء لدينا».

فهو شرارة صغيرة تبدأ متوهجة داخل النفس ثم سرعان ما تنمو وتكبر حتى تصبح لهيبًا لا يُطفَىٰ.

وهذا بالضبط ما يحدث عند المرور بسوق الحميدية وزيارات المواقع التاريخية الأخرى المنتشرة بأنحاء سوريا الجميلة.

فالشعب السوري بكل مكوناته وطوائفه قد تعلم منذ القدم قيمة المثابرة والإصرار مهما اشتد الظلام وتعالت أصوات الحرب.

ولا يمكننا إلا وأن نتذكر هنا كلمات شاعر آخر كبير ترك بصمة واضحة في ذاكرة الكثيرين، إنه محمود درويش حين شبّه الأمل بالكنز الثمين الذي يجب البحث عنه باستمرار لأنه موجودٌ في أماكن مخفية وغير متوقعة.

وقد وجد البعض منهم ملاذًا لهم في تراث بلادهم التليد سواء كان ذلك عبر تناول الأطباق الشعبية المحلية مثل الشاورما والدجاج المشوي وغيرها الكثير مما يعد دليلًا حيًا على غنى المطابخ الشرقية وتنوع مذاقاتها.

وفي النهاية، فإن جمال دمشق وسحرها الأخاذ يجعل منها مصدر إلهام للكثير ممن يبحثون عن معنى للحياة وعمق للفلسفات الإنسانية العامة.

فهناك نتعرف على مفهوم الهوية الوطنية ومدى ارتباطها بتاريخ طويل وشخصيات مؤثرة رسمت طريق النجاح بالإبداع والتضحية.

وبالحديث عن التأثير الثقافي، فقد لعب شعراء القرن العشرين دورًا مهمًا في إعادة تعريف الشكل الشعري العربي بما يناسب واقع عصرهم وظروفه السياسية والاجتماعية المتغيرة باستمرار.

ومن أبرز أولئك الفنانين الرائعين يأتي اسم نجيب محفوظ والذي أسهم بشكل مباشر في تطوير أدبيات الواقعية المصرية وما بعدها.

كذلك الأمر بالنسبة لفن كتابة الرسائل الغزلية المبهرة التي كانت ولا تزال أحد أشهر وسائل التواصل الإنساني الرقيق قبل ظهور الإنترنت وانتشار مواقع الشبكات الاجتماعية.

فهي حقًا جسر يصل بين الأزمنة والعصور المختلفة ليحافظ بذلك على رونقه الخاص وأصالته الفريدة مقارنة بوسائط الاتصال الحديثة الأخرى الأكثر شيوعاً حاليًا.

ختامًا، دعونا جميعًا نقدر

1 注释