التواصل الرقمي: مفترق طرق بين التقريب والتباعد في عالم يشبه سفينة تائهة وسط بحر معلومات هائل، تصبح لغة التواصل الرقمي بمثابة القبطان الذي يرشد مساراتنا.

لكن أي نوع من السفينة نرغب فيها؟

هل ستكون تلك السفينة قادرة على حمل ثقل مشاعرنا الانسانية ام ستصبح مجرد اداة باردة لا تحمل سوى بيانات رقمية فارغة؟

الحنين الى الماضي قد يجعل الكثير منا يرى في وسائل التواصل الاجتماعي مصدر ابتعاد عن "الحياة الفعلية"، لكن الحقيقة اعمق بكثير.

فالواقع الافتراضي لم يعد مكانا منفصلا عن واقعنا اليومي، بل جزء لا يتجزأ منه.

انه ملعب كبير للتجارب الجديدة، سواء اكانت ايجابية ام سلبية.

لذلك، علينا التعامل معه بحكمة وحذر، مدركين ان لكل عمل رقمي انعكاساته الخاصة.

إذا اردنا حقا استخدام التكنولوجيا لخدمة رفاهيتنا النفسية، فعلينا اولا فهم دورها المؤثر في تشكيل سلوكياتنا وردود افعالنا تجاه بعضنا البعض.

فكما قال أحد الحكماء ذات يوم: "الكلمات تستطيع شفاء الأمراض كما انها تستطيع قتلها".

لماذا اذن نسمح لانفسنا بان نجرف خلف موجات الكراهية والانتقادات اللاذعة عندما بامكاننا اختيار طريق مختلف؟

الطريق الذي يقوم اساسا علي التعاون والاحترام والفهم العميق لمواقف الاخرين.

لن نخبركم بمدى ضرورة وضع قيود لحماية خصوصتنا واحتفاظنا بهويتنا الشخصية، وللحفاظ كذلك علي صحتنا الذهنية والعاطفية.

فهناك خط فاصل بين مشاركه حياتك الخاصه وبين السماح باختراق حدود الخصوصيه بشكل كامل وغير اخلاقي.

حافظوا علي سلامتكم واستمتعوا بتلك الفرصه التي منحناها لكم لبناء صداقات وتوسع مداركاتكم.

تذكروا دوماً بأن التكنولوجيا سلاح ذو حدين ويمكن تسخيرها لتحقيق الخير اذا استخدمتها بحكمة وبوعي.

#مقالة #طاقة

1 تبصرے