التركيز المفرط على كرة القدم قد يُعمي المجتمعات عن القضايا الهامة الأخرى؛ فالانبهار بكرة القدم يجب ألّا يأتي على حساب التقدم المجتمعي الشامل.

بينما يمكن لرياضة معينة ككرة القدم أن تقوي الروح الوطنية وتنشط الاقتصاد الوطني، إلا أنها لا تغني عن مواجهة مشاكل أساسية كالتعليم والصحة وحماية البيئة.

إن الهروب نحو الملعب لن يحل مشكلة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.

بل يتطلب الأمر تدخلا مباشرا وصريحا لمعالجة جذور تلك المشكلات.

فعلى سبيل المثال، بدلاً من صرف موارد الدولة فقط لدعم فرق رياضية باهظة الثمن والتي غالبا ما تحقق مكاسب مالية لأفراد معدودين، يستطيع المسؤولون توزيع تلك الموارد لحشد حملات وطنية شاملة تعالج الانقسام الطبقي وتوفر فرص عمل حقيقة للمواطنين وتعليم أفضل وأكثر عدالة لهم ولأطفالهم.

وهذا النهج يشجع النمو المستدام ويضمن ازدهارا متوازنا لكل شرائح المجتمع وليس لفئة صغيرة منه.

ومن المهم جدا الاعتراف بأن أي دولة لديها العديد من الوسائل المختلفة لبناء الوحدة والهوية الوطنية.

ورغم كون الرياضة إحدى وسائل تحقيق ذلك بالفعل، إلّا إنه من الضروري أيضًا النظر خارج نطاق الإنجازات الرياضية لإرساء أسس أقوى لاستمرارية النجاح الجماعي للمجتمع المحلي والإقليمي.

لذلك، فلنتأمل سويا ونعمل معا نحو خلق مناظر اجتماعية أكثر تنوعا وشمولا بحيث يتمكن الجميع فيها من الحصول على الفرصة نفسها لتحقيق أحلامهما بغض النظر عن خلفيتهما ومكانتهما الاقتصادية.

فسيكون حينذاك بوسعنا الاحتفاء بانتصار منتخبنا الوطني وهو شعورٌ جميل بلا شك!

ولكن الأجمل هو رؤية بلدٍ يعيش فيه جميع أبنائه حياة كريمة وآمنة ومزدهرة بدءا بتربية الأطفال وحتى الشيخوخة.

#يصبح #الفادح

1 commentaires