التطور التقني ليس الشر بذاته؛ إنه سلاح ذو حدين يمكن توجيهه نحو الخير والشر حسب مريديه.

المشكلة ليست في وجود الهياكل الضخمة والتكنولوجيات المتقدمة نفسها، ولكن فيما إذا كانت تعمل لصالح الإنسان وتضمن له الحياة الآمنة والحرية.

إن ما يجعل هذه الأنظمة قاتلة هو غياب الواجب الأخلاقي لدى صناع القرار الذين يستخدمونها لأغراض غير أخلاقية كتوسيع النفوذ والقوة والاستبداد.

لذلك فإن التركيز ينبغي أن يكون على ضمان تطبيق ضوابط أخلاقية صارمة تحكم استخدام تلك التقنيات والصلاحيات لمنع أي سوء استعمال قد يؤدي لتحويل العالم لسجون رقمية مستقبلية بدل الحرية الرقمية التي كنا نطمح إليها والتي ستفتح آفاقاً واسعة للإبداع البشري والعقل الجماعي لحل مشاكل الإنسانية بشكل جذري وليس سطحي كما يحدث الآن حيث يتم حل جزء من مشكلة بينما تنمو أخرى مكانها بسبب عدم النظر بجذور الأمور وفهم العلاقة بين الأشياء بعضها البعض ضمن شبكة مترابطة ومعقدة.

وهذا يتطلب فهماً عميقاً لعالم اليوم وعلاقاته المعقدة لتجنب الوقوع بفخ الرؤى القاصرة والمحدودة للنضال ضد الظلم العالمي والذي سيصبح أكثر شراسة مع تقدم الوقت وظهور تقنيات أقوى وأكثر تأثيراً.

فلا يكفي الحديث عن مقاومة هذا الجانب تاركين الآخر بلا رقابة، فالكل مرتبط ببعضه البعض ويجب التعامل معه وفق رؤية شاملة للمصلحة العامة العليا للإنسان بعيدا عن المصالح الشخصية والفئوية الضيقة.

1 التعليقات