مستقبل التعليم الإسلامي: بين الذكاء الاصطناعي والأصالة

في ظل التحولات السريعة للعصر الرقمي، يبرز دور التعليم الإسلامي كوسيلة أساسية للحفاظ على الهوية والقيم الأخلاقية والدينية.

وفي هذا السياق، يأتي دور الذكاء الاصطناعي كأحد الأدوات القادرة على دعم وتعزيز العملية التعليمية، خاصة في مجال الدين الإسلامي.

دمجهما لخلق بيئة تعليمية مفيدة:

إن دمج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم الإسلامي ليس المقصود منه الاستغناء عن المعلمين التقليديين، بل توفير أدوات مساعدة لتحسين الكفاءة وزيادة فعالية التدريس.

ويمكن لهذه التقنية المساعدة في:

* تصميم خطط دراسية فردية لكل طالب حسب مستوى تقدمه واحتياجاته الخاصة؛

* تقديم مواد تعليمية جذابة وتفاعلية باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز؛

* تسهيل عملية البحث العلمي عبر مساعدات اللغة الطبيعية التي تسرع الوصول للمعلومة المطلوبة؛

* اكتشاف نقاط ضعف الطالب وتقديم حلول علاجية فورية ودقيقة لمساعدته على تجاوز تلك النقط الضعيفة؛

* تطوير اختبارات موضوعية غير متحيزة لقدرات الطلاب المختلفة وبالتالي الحصول على نتائج أكثر عدلاً وموضوعية.

ومع ذلك، فإن الاعتماد الكامل على الآلات قد يؤثر سلباً إذا ما أدى ذلك لاستبعاد العنصر الإنساني الحيوي كالنقاش المباشر والاستفسارات الشخصية وغيرها الكثير مما يشكل جزءاً مهماً لتكوين الشخصية لدى الفرد أثناء مرحلة التعليم الأساسية.

لذلك، ينبغي دائماً وضع حدود لهذا الدمج بحيث يتمكن المتعلم من تنمية عقله بنفسه بدلاً من جعله معتمداً فقط على مصادر خارجية مهما كانت درجة تقدمها وجودتها.

وهذا يعني ضرورة مراعات التوازن الصحيح فيما يتعلق بتطبيق مثل هاته التقنيات الجديدة داخل المؤسسات التربوية بغرض ضمان سير العمل بالشكل الأمثل وبدون أي إخلالات تؤدي لانحراف العملية التعليمية عن مسارها الرئيسي.

الأخذ بالنقد البنّاء لأجل تحسن مستدام :

علينا كذلك الانتباه للنقد البنّاء واستقاء الدروس المستفادة منه عند التعامل مع ظاهرة ظهور نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تعمل وفق آليات تلقائية بدون تدخل مباشر من البشر.

فهناك بعض المخاطر المرتبطة بهذا الأمر والتي تستحق الدراسة المتأنية ومن ضمنها احتمالية حدوث انحياز أخلاقي بسبب خوارزميات البرمجة المستخدمة بالإضافة لاحتمالات سوء التطبيق نظراً لحساسية الموضوع المطروح والذي يرتبط ارتباط وثيق بواقع حياة الإنسان اليومية واحترامه لذاته ولغيره أيضاً.

وفي المقابل، يمكن النظر للإيجابية الموجودة بالتطبيقات الأخرى ذات العلاقة بمشاريع تطوير نظم معلومات حديثة تقوم بمعالجة البيانات الضخمة بصورة آلية ومن ثم اتخاذ قرارت مدروسة مبنية على أسس علمية منطقية وصحيحة الأمر الذي سيساهم بلا شك بتحقيق نقلة نوعية كبيرة باتجاه صناعة ثروات معرفية ضخمة تصب بنفع كبير للفائدة العامة للشعوب جمعاء وعلى رأس أولوياتها خدمة قضايانا