هل العدالة المطلقة ممكنة في عالم اختيارات بشرية؟

في حين يحتفل بعضنا بفضائل الاختيار الحر والتنوع البشري، فإن هذا الازدواج يتجاهل الواقع المرير للمعاناة.

فإذا كان الله رحيمًا وعادلًا حقًا، فلماذا يسمح بوجود شرور لا مبرر لها؟

لماذا يدع الأطفال يموتون جوعًا بينما ينعم آخرون برفاهية غير مسبوقة؟

ربما الجواب ليس في الدفاع عن وجود الشر كاختبار للإنسانية، بل في فهم محدودية وجهات نظرنا.

ربما هناك نظام أكثر اتساعًا وشموليًا لا نستطيع ادراكه بعد.

إن التركيز على ضرورة احترام الاختيار الحر، حتى لو أدى ذلك إلى عواقب مؤلمة، يشبه اعتبار أعراض المرض دليلًا على صحة الجسم.

فعلى الرغم من أن أسباب الألم والمعاناة متعددة ومعقدة، إلا أنها غالبًا ما تشير إلى خلل أساسي يستحق التدقيق والفحص العميق.

ومن ثم، بدلاً من قبول الظروف القاسية باعتبارها نتيجة طبيعية للاختيار البشري، يجب علينا البحث عن حلول جذرية تعالج جذور المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تولد عدم المساواة والاستغلال.

وفي النهاية، تحقيق عدالة حقيقية يعني تجاوز مفهوم المكافأة والعقاب المبني فقط على أعمال الفرد والسماح ببزوغ عصر يتم فيه ضمان الكرامة الأساسية وحقوق الإنسان للجميع.

عندها سنرى العالم بموازين مختلفة، وبالنسبة لنا جميعًا، سيكون ذلك انتصارًا أخلاقيًا عميقًا.

#نعيش #وأتمنى #معانيها #بخيارات #شخصيا

1 التعليقات