مرايا الكون.

.

.

هل هي مفتاح إدراك؟

منذ القدم، أبهرتنا عجائب البصر بقدرة العين على التقاط صور العالم الخارجي وتمثيلها داخل الجمجمة.

فالعقل البشري يفسر تلك الصور ليشكل لنا واقعنا الخاص، أما الأدوات العلمية مثل المرايا المقعرة فتتيح لنا إعادة إنتاج الواقع بصورة أخرى مغايرة لما اعتادت عليه حواسنا.

هذه "المرايا" الكونية، سواءٌ بسواء، تنطبق على فلسفاتنا ومتى نتعامل بها كأداة لرصد الذات والفكر، سنصبح قادرين على اكتشاف جوانب مخفية لحقيقتنا الوجودية.

فالانعكاس هنا ليس مجرد صورة طبق الأصل بل فرصة للنظر إلى الصورة بمختلف الزوايا واستنباط دروس عميقة حول كياننا وهدف وجودنا.

كذلك الأمر بالنسبة للتكنولوجيا الحديثة التي توفر لنا "مرايا" معرفية جديدة تزيد من اتساع منظورنا للحياة وتعطي دفعة قوية لروح البحث والاستقصاء لدى الإنسان.

لكن يجب التعامل بحذر شديد عند استعمال مثل هاته الوسائل لأنها سلاح ذو حدين؛ فهي مصدر للمعرفة والمعلومات اللامحدودة ولكنه أيضا بوابة للمضللات والخداع.

وبالتالي علينا دائما تقويم النتيجة النهائية لأثر كل وسيلة قبل اعتمادها كأسلوب نهائي لمعرفة شيء ما.

ختاما وليس آخرا، التطور ضروري للبشرية وهو أمر محمود للغاية ولكن لا ينبغي السماح له بأن يكون سببا لتشويه جوهر ماهيتنا وبناء شخصيات مثالية زائفة تقوم على مظاهر سطحية جوفاء.

فجوهر الانسان كامن بداخله وفي نظرتها الداخلية الخاصة به والتي لن تتمكن أي صورة مهما بلغ حجم انعكاساتها الخارجية من تغييره.

لذلك فلنتعلم استخدام هذه المرايا لنرى جمال النفس البشرية ونعيد اكتشاف دواخلنا مجدداً.

#إنشاء #الأمر #ومعمقا #والشم #العلمي