إعادة ترسيم خريطة العالم بين القطبين الجديدين.

.

هل تنذر بغياب تام للنظام العالمي القديم؟

من المؤكد أنه لم يعد سرّا مخفيا امتلاك كلٍ من روسيا والصين لكل عوامل التفوق التي تصنعهما قطبين بارزين يمتدان تأثيرهما ويسعيا لتغيير واقع النظام الدولي المترهل منذ نهاية الحرب الباردة وحتى يومنا هذا.

فتاريخيا، لا شك بأن العلاقة الروسية بالإيرانية عميقة ومتينة ولها جذور راسخة، لكن يبدو جليا أيضا رغبة بوتين الجامحة لاستثمار صداقة اقتصادية أكثر ربحية مع زميله شي جينبينغ والتي قد تؤدي بدورها إلى تغيير جذري لتحالفاته الشرق اوسطية التقليدية لصالح شراكات مستقبلية واعدة كما حصل مؤخرا عندما قامت طهران بتقريب المسافة تجاه بكين عوض عن موسكو!

أليس كذلك فإذا انهار نظام ثنائي القطبية السابق والذي عانى منه ضميرا كثيفا خلال القرن الماضي لأسباب مختلفة كتداخل المصالح والمناطق ذات التأثير المتفاوت وكذلك التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الحديث نسبيا.

.

.

مما نتج عنه ظهور عدة قوى دولية متعددة الاقطاب وبدأ بعدها مفهوم "العالم الأحادي" يأخذ حيّزا أكبر داخل اجندة الاعلام الغربي ليصبح حديث الساعة وبعد فترة طويلة انتشر مفهوم "النظام المتعدد الأقطاب".

أما اليوم وفي ظل الواقع المزدهر لقوتين عالميتين آسيويتان هما موضع نقاش وحوار سياسي وديني وثقافي وفكري واسع سواء الآن أم غدا.

.

.

فإنه بلا ادنى شك سوف يتم رسم خارطة سياسية وجغرافية جديدة لهذه الأرض تجسد فعليا معنى النظام الثنائي القطبي بكل خصوصيته وتحدياته الفريدة.

#تعقيدات #الاستراتيجيين #الحالي

1 Reacties