التطور الرقمي الذي نشهده حاليًا يُغير مفهوم "الوظيفة" التقليدي ويُعيد صياغة العلاقة بين الإنسان والآلة.

فبينما يُنظر إلى العمل الحر باعتباره حرية مطلقة، ينبغي ألّا ننظر إليه بمعزل عن الدعم والاندماج المجتمعي الذي تقدمه الأنظمة المؤسساتية.

فالجانب النفسي للتواصل والتعاون يلعب دورًا حيويًا، وقد يكون للعزلة الناتجة عن العمل الحر آثار سلبية نفسية ومهنية.

وعلى جانب آخر، يجب التعامل بحذر عند دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحساسة كالطب والصحة؛ فهذه التقنيات رغم كفاءتها وأثرها الكبير في تبسيط عمليات البحث الطبي وتحليل البيانات الضخمة، إلّا أنه ينبغي التأكد من عدم تجاوز حدودها وعدم استبدال العنصر البشري الأساسي في تقديم الرعاية الصحية.

فللفكر النقدي للمعالج ولعواطفه وإدراكه السياقي دور كبير في تشخيص المشكلات الصحية المعقدة واتخاذ القرارات العلاجية المناسبة.

لذلك، يجب خلق توازن صحي بين اعتمادنا على التكنولوجيا وبين حفاظنا على القيم الإنسانية الأساسية والرؤى الفريدة المتاحة للممارسين الصحيين فقط.

وهذا يتطلب لوائح منظمة صارمة وقوانيين واضحة لحماية الخصوصية وضمان عدم إساءة استعمال هذه النظم الجديدة.

بالإضافة لذلك، تعتبر مسيرة التعليم المستمرة حجر الأساس لمواكبة عجلة النمو السريع في مجال الذكاء الاصطناعى.

وينبغى ان يكون هناك تركيز اكبرعلى تعليم خوارزميات التعلم الالى وفهم طريقة عملها الداخلية ، بحيث نستطيع استخدامها بكفاءة عالية.

ومن خلال ذلك، سيكون بوسع الفرد اكتساب مهارات متقدمة ومطلوبة فى السوق الوظيفى مما يؤهلانه لشغل مناصب مرموقة ذات رواتب مجزية.

وبالتالى فان هذا النهج سيجمع بين افاق مستقبل مشرق ومشاركة ايجابية فيه .

إنه الطريق المؤدّى لرابطٍ أكثر صلابة وارتباط أقوى بروح العصر الرقمى الذي نعيشه.

ولكن هذا المسار يحمل الكثير من المخاطر كذلك ويتعين علينا التحلى بالحكمة لصقل فوائده وجنى خيراته بعيدا عن مخاطره الماحقة.

1 التعليقات