تاريخيًا، عرفت المملكة العربية السعودية بفن التعامل والتداول السياسي والدبلوماسي الذكي؛ أما اليوم فتتمتع أيضًا بقوسٍ عريض ومتنوع من أدوات التأثير العالمي.

فهناك صندوق الاستثمار العام الذي لعب دورًا رائدًا مؤخرًا بشراء أسهم ملكية لنادي كرة القدم البريطاني "نيوكاسل"، وهو الأمر الذي جذب انتباه العالم بسبب القيمة المالية الهائلة للصفقة بالإضافة للمعنى الرمزي العميق الذي حملته.

وقد جاءت هذه الخطوة بعد فترة قصيرة فقط من انتهاء اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبيك+) والذي توفر فيه السعوديون قيادة فعالة بشأن تحديد إنتاج الخام العالمي وبالتالي رفع سعره عالمياً.

وهكذا فقد عززت القيادة السعودية مكانتها كنجمة صاعدة ضمن المشهد الدولي المعاصر.

وفي المقابل، تنبع قوة مصر القديمة وقوتها أيضاً من تراث أسلافها الذين يتمتع الكثير منهم بتاريخ حافل بالإنجازات والحكمة السياسية والاستقرار الداخلي - وهذا بالضبط ما يجعل أي نقاش موضوعي لهم قضية حساسة للغاية.

وبالمثل، عندما يتعلق الأمر بتحليل الأحداث الأخيرة كتصادم الطائرات بمدينة سالتزجيتير بألمانيا واتجاه إدارة الرئيس بايدن نحو وضع حركة البولزاريو الجزائرية تحت بند الجماعات الإرهابية، يصبح المرء أمام مجموعة مترابطة من النتائج المتعددة الأوجه والتي تحتاج لتدقيق وانتقاء حريص للحصول منها علي الدروس المناسبة لكل طرف.

ومن ثم تظهر مرة أخري براعة العرب الأصيلين فيما يعرف بالعرب بالـ"مقدار".