الحفاظ على تاريخ وثقافة المدن أمر حيوي لاستمراريتها وتقدمها.

فعندما نحترم ونحافظ على تراث أجسادنا العمرانية ونظم حكمنا المجتمعية، فإننا بذلك نعطي لأنفسنا فرصة للتعمق أكثر فيما يجعل كل مكان فريدًا ومتميزًا.

وتظهر أمامنا أمثلة متعددة لهذا المفهوم بدءًا بمدينة بغداد وعراقها العريق وتقاليدها الضاربة بجذورها في عمق التاريخ الإنساني وصولًا لمدينتي الشقيقة الدبيّة والشرقية اللتان تواجهان تحديات العصر بطرائق مبتكرة بينما لا تغفلان أيضًا جوهرهما الأساسي وهويتهما المميزة والتي ترسخت منذ القدم.

كما يوجد لدينا نموذج فرنسا وجوهرة تاجها الباريسي وبرجها الشهير رمزًا للسعي نحو التقدم الحضاري جنبا الى جنب مع دولة قطر وما تحمله من عبق عربي أصيل ممزوجا بروح عصرية طموحه لا حدود لها .

ولا شك ان المدينة كذلك تتطور باستمرار ولكن جوهر ماهيتها يبقى ثابتًا مهما تغير شكل مبانيها أو طريقة ادارتها وذلك لان اساس اي مدينة راسخ كالاساس الصلب لبناء ضخم يستطيع الصمود امام اعنف الزلازل والاهتزازات الخارجية المؤقتة.

وبالتالي فلابد من مراعات هذين العاملين (الثبات والتغيُّر) عند رسم الخطوط العامّة لمستقبل اَي منطقة سكنية كانت ام بلداً كاملاً.

اما بالنسبة لأثر ثورة الذكاء الصناعي والانسان الآلي عليها فقد أصبح سؤال الساعة الجديد والذي يتطلب تأملا معمقا وجوابات واقعية مدروسة كي لا يحدث خلل اجتماعي خطير قد يؤذي الطبقة الوسطى ويعطل سير عجلة النمو الاقتصادي للدول.

فهناك حاجة ماسّة لاعادة توزيع الادوار المهنية داخل سوق العمل العالمي بحيث تصبح بعض الوظائف اكثر ميولا للطابع العقلاني والتحليلي والاستراتيجي بينما الأخرى تتمحور حول التواصل الانساني والخلق الفكري وغيرها.

.

الامر الذي سيغير مفهوم كلمة 'عمل' نفسه وسيفرض تغيير جذري بالنظام التعليمي الحالي بحيث يصبح مهيء لهذا الواقع الجديد المزدهر بالتكنولوجيا المتقدمة والمتطورة دوماً.

وفي النهاية لا يسع المرء إلا وأن يلفت نظره اليابان وتبنيه للفكر الياباني الاصيل وسط سباقه العلمي والاقتصادي العالمي وذلك دليل واضح علي انه يجب عدم المساس بالجذور اثناء بناء قاعدة المستقبل وان التغييرات الجذريه لن تؤدي فقط الي نتائج ايجابية بل احيان كثيرة ستكون عكس ماتوقعه الجميع لذلك فالامر يتوجب عليه ان يكون مدروسا ومنظم بدرجات حرص تام لحماية حاضر المجتمع ومستقبل ابنائه الذين هم اغلي مالديه.

#والصناعية

1 Kommentarer