العلاقة الثلاثية: التعليم، التنمية المستدامة، والهوية الثقافية

في خضم المناقشات الحامية حول مستقبل التعليم ودوره في ضمان التنمية المستدامة، لا يمكن تجاهل عنصر آخر حيوي وهو الهوية الثقافية.

إذ بينما نسعى نحو مزيج متوازن بين التقدم العلمي والبنيات التحتية الحديثة، والعوامل المجتمعية العدالة الاجتماعية، نحتاج أيضاً للسؤال: ما الذي يحفظ هويتنا ويمنح شبابنا شعورا بالانتماء والقيمة ضمن مشهد عالمي معقد يتسارع بوتيرة مدهشة؟

قد يؤدي تركيزنا الزائد على "مهارات المستقبل" وعلوم البيانات وغيرها من المهارات التقنية الى تآكل القيم المحلية والمعارف الخاصة بكل بلد والتي شكلتها قرون من التجارب التاريخية والثقافة الشعبية.

بالتالي، هل يجب ان يتم تصميم مناهجنا التعليمية بحيث تتضمن جذور ثقافتنا الوطنية بجانب العلوم الحديثة؟

وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي - رغم انه اقل عرضة لأن يكون متحيزاً ثقافياً مقارنة بالإنسان-أن يساعد في حفظ تراثنا الثقافي عبر تنظيم قواعد بيانات ومعارض رقمية تحفظ تاريخ بلداننا وهوياتها الفريدة؟

ربما الحل الأمثل يكمُن في مجلس دولي يمثل الدول العربية والغربية يعمل جنباً الي جنب لتطوير منهج تعليمي عالمي يستوعِب أفضل تقاليد كلا الطرفين ويتلافى مخاطر التجانس الثقافي المفروض بالقوة.

لنقم بفتح نقاش عميق هنا؛ فلربما كانت الإنسانية تواجه تهديداً أكبر بكثير من تلك المخاطر البيئية المرتبطة بانبعاث الكربون وما شابه.

.

.

إنها حرب خاطفة ضد روح الشعوب وقيمتها الذاتية!

1 Kommentarer