هل يمكن للشريعة الإسلامية أن تلعب دورا محوريا في حل مشكلة الأمن السيبراني العالمي؟

في عصر تتداخل فيه التحديات التقنية والأخلاقية، قد يكون الوقت مناسبا لإعادة النظر في كيفية تطبيق القيم الدينية التقليدية على الواقع المعاصر.

وبينما تشهد أمريكا تراجعا نسبياً وتنتعش القوى الآسيوية، يبدو أن عالم اليوم يتطلب نهجا شاملا ومتوازنا يستمد قوته من الماضي والمستقبل.

فلنفترض أنه يمكن توظيف مبادئ الشريعة الإسلامية كأساس أخلاقي قوي لبناء نظام أكثر عدالة وشفافية في العالم الرقمي.

فالفقه الإسلامي غني بالقواعد التي تحمي الخصوصية وتحرم الكذب والخداع والغش، وكلها جرائم رقمية حديثة لا تقل خطورة عن سرقتها الفعلية!

كما يشجع الدين الإسلامي التعاون والتضامن الاجتماعي، وهو أمر حيوي لمواجهة التهديدات عبر الإنترنت والتي غالبا ما تستهدف المجتمعات الأكثر عرضة للخطر.

إذن، فلنرسم مستقبلاً حيث تعمل الدول والشعوب معا تحت مظلة قانون دولي مؤسَّسا على هذه الأسس الراسخة.

مستقبل يتميز بالأمان والاستقرار والفائدة المشتركة لكل البشرية، وليس فقط مصالح مجموعة صغيرة متحكمة بالسلطة والنفوذ الاقتصادي والعسكري.

إنه مشروع طموح بلا شك ولكنه ممكن التحقيق إذا اجتمع الإيمان الشديد بالإنسانية المشتركة والمعرفة العلمية اللازمة لتحقيق ذلك الهدف النبيل.

هل ستكون مستعداً لأن تأخذ زمام المبادرة وتعطي دفعة قوية لهذا الرأي الجديد حول العلاقة بين القانون الديني والأمن السيبراني الدولي؟

دعونا نبدأ بالحوار ونرى إلى أي مدى يمكن حمل روح الإسلام السمحة نحو آفاق غير محدودة من السلام والازدهار الجماعي للبشر جميعا بغض النظر عن جنسياتهم ومعتقداتهم المختلفة.

1 הערות