هل العدالة الاقتصادية تحتاج حقاً لثورة تشريعية أم لإبداع اجتماعي؟

إن المطالبة بتغييرات جذرية في النظام الرأسمالي قد لا تأتي فقط عبر التشريع والقوانين الجديدة؛ بل ربما يكون هناك دور أكثر بروزاً للإبداع الاجتماعي والتعبئة المجتمعية.

إن مبادرات مثل تلك التي قامت بها المقاهي السعودية بتقديم "بوكس القهوة" ليست فقط طريقة مبتكرة لتوزيع المنتجات، وإنما هي أيضاً مثال حي لكيفية قيام القطاعات الخاصة بالمساهمة في حل المشكلات وتخفيف آلام الطبقات المتوسطة والدنيا.

إذا كانت الشركات والمؤسسات يمكنها التفكير خارج الصندوق وتقديم حلول ابتكارية لمشاكل مستجدة، فلماذا لا يتم تطبيق نفس النموذج على نطاق واسع لمعالجة القضايا الأكثر عمقا والتي تؤثر بشكل مباشر على توزيع الثروة والسلطة السياسية والاقتصادية؟

ربما الوقت قد حان لأن نبدأ برؤية الأعمال التجارية ليس كمصدر للمشاكل فحسب، ولكن أيضا كمصدر للحلول والإلهام.

فالعدالة الاجتماعية الحقيقية غالبا ما تتطلب مزيجاً من الإرادة السياسية والثقافة العامة المتحولة نحو المسائلة والشفافية.

وفي نهاية الأمر، فإن الجمع بين كلا العنصرين – سواء كان من خلال إصلاحات سياسية أو ابتكارات اقتصادية واجتماعية– سيوصلنا أقرب إلى تحقيق نظام عادل ومنصف حقا.

1 Kommentarer