ثورة الحقوق الرقمية: نحو نموذج مشاركة بدلاً من الملكية المطلقة

بدأت المناظرة حول حقوق النشر والطابع الافتراضي لأعمالنا تتطور بشكل ملحوظ مؤخرًا؛ وذلك بسبب ظهور مفاهيم مثل "البلوكشين" وتقنية الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs).

تدعو هذه الأدوات الناشئة لإعادة النظر الجذري لفهمنا الحالي للملكية والثقافة المشتركة عبر الإنترنت.

بينما تبدو بعض جوانبها واعدة - كتتبع الأعمال الأصلية ومكافأة مبدعي المحتوى بشكل عادل - إلا أنها تثير مخاوف جوهرية بشأن الوصول العام والمعرفة المجانية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

بالنظر لهذه القضية بعمق أكبر، نجد أنه ربما ينبغي التركيز ليس فقط على تحديد صاحب الحقوق الحصرية لكل قطعة رقمية موجودة حاليًا، وإنما أيضًا إنشاء آلية واضحة ومنصفة للسماح لأكبر عدد ممكن بالاستفادة منها والاستناد إليها للتعبير عن آرائهم الخاصة وتوسيع آفاق معرفتهم.

إن فرض قيود صارمة للغاية يمكن أن يؤثر سلبيًا على عملية النمو الفكري والابتكار الجماعي الذي يميز عصر المعلومات والعلم الحديث اليوم.

وبذلك تظهر ضرورة وجود حل وسط بين حماية الحقوق الفردية وضمان عدم احتكار المعلومة أمام الآخرين الذين يرغبون بمشاركتها وتعظيم فوائدها المجتمعية.

وقد تساعد بذلك تقنيات حديثة أخرى مستوحاة مما سبق ذكره كالـ(P2P Networks) والتي تسمح بنقل البيانات مباشرة دون الحاجة لخوادم مركزية تقليدية.

كما توفر فرصة مناسبة لمحاورات موسعة حول ماهية العمل الفني/الفكري أصلاً وما إذا كانت قابلة للحصر ضمن مجموعة قوانين جامدة أم تحتاج لقوانيين أكثر مرونة تأخذ بعين الاعتبار الطبيعة المتغيرة للسياقات الاجتماعية والثقافية المحيطة بها.

ختاماً، لقد فتح الانقلاب الرقمي أبواب نقاش واسع نطاقه حول مستقبل الثقافة والفنون والإعلام وغيرها الكثير من المجالات الأخرى المرتبطة ارتباط وثيق بالعالم الرقمي الجديد سريع الزوال والمتغير باستمرار والذي أصبح جزء لا يتجزأ منه حياة ملايين الأشخاص حول العالم!

#الحرية

1 تبصرے