هل ملكية الدولة للاقتصاد حلٌ مستدام للتنمية؟

إن المناقشة التي تشجع عليها النصوص السابقة تدفعنا نحو التفكير في آليات بديلة لاستدامة الأعمال الخيرية ودعم المشاريع الاجتماعية.

طرح مفهوم "الملكية العامة للأصول" كحلٍ جذري يثير العديد من الأسئلة والتحديات التي تستحق النظر فيها بجدية أكبر.

لماذا قد لا يكون الحل المثالي؟

1.

الكفاءة الإدارية: غالباً ما تتسم المؤسسات الحكومية بتعقيدات بيروقراطية قد تقلل من سرعة وكفاءة إدارة الأصول والاستثمارات مقارنة بالقطاعات الخاصة التي تتمتع بحوافز تنافسية أقوى لتحقيق الربح.

2.

المساءلة والشفافية: قد تواجه الشركات المملوكة للدولة تحدياً أكبر فيما يتعلق بالمساءلة الشفافة أمام الجمهور، وهو أمر حيوي للحفاظ على الثقة وضمان استخدام الأصول بكفاءة وعدالة.

3.

المرونة في التعامل مع التقلبات الاقتصادية: تميل القطاعات الخاصة عادة لأن تكون أكثر مرونة وقدرة على التكيف عند مواجهة ظروف اقتصادية مضطربة بسبب هياكل اتخاذ القرار وقيود أقل في التنفيذ.

بينما قد تصبح الشركات المملوكة للدولة أكثر تحفظاً وتتبع نهجاً محافظاً أثناء الأزمات المالية مما يؤخر عملية التعافي.

4.

تأثير السياسة: في كثير من الحالات، تخضع قرارات تخصيص الموارد ومراجعتها داخل شركات الدولة لإرادة السلطات الحاكمة وليس لاعتبارات تجارية صرفة فقط؛ مما يعرض مصداقية الشركة للخطر ويقلل جاذبيتها للمستثمرين والجماهير.

5.

الابتكار والإبداع: تشتهر البيئة التنافسية بروح المغامرة والرغبة الجامحة للإبتكار والتي غالبا ماتقع خارج نطاق أولويات مؤسسة حكومية مركزية تهتم بالحفاظ على الاستقرار فوق كل اعتبار آخر.

وبالتالي فإن السؤال المطروح ليس ببساطة 'مالك' بل 'كيف ندير ونوزع الثروة بطريقة تعظم المصالح المشتركة وتضمن العدالة'.

إن أي نقاش جدي حول نموذج اقتصادي جديد ينبغي ان يأخذ بعين الاعتبار الدروس التاريخية وعوامل النجاح والفشل لكل جانب مدروس.

فالعالم اليوم يتطلب تعاون دولي واسع لحل قضاياه الملحة ولاسيما التفاوت المتزايد عالميا والذي أصبح تهديدا مباشرا لأمن واستقرار المجتمعات البشرية جمعاء.

لذلك فلابد وأن نتعاون سوياً لإيجاد صيغ مبتكرة لحفظ حقوق الجميع وتعزيز رفاهيتهم.

#التجارية #الملكية #الحل

1 التعليقات