في عالم اليوم حيث يتلاطم الماردان الافتراضي والرقمي مع الواقع المادي، أصبح السؤال عن مستقبل التعليم أكثر حيوية من أي وقت مضى.

فالمدارس التقليدية لم تعد تلبِّي حاجتنا إلى حياة مهنية مربِحة بعد الآن!

لقد تجاوزتها الثورة الصناعية الرابعة وأصبحت غير قادرةٍ على تجهيز طلابها لسوق عمل متغير باستمرار ومُعَقَّد للغاية.

لذلك فإن مهمتنا الأساسية هي إعادة اختراع مفهوم التعلم نفسه – تحويله نحو اكتساب معرفة ذات قيمة فعلية وسهلة التطبيق خارج جدران الصفوف الدراسية الضيقة.

فلنبدأ أولاً بمواجهة واقعنا المرير فيما يتعلق بتغير المناخ العالمي والحاجة لإعادة النظر بجذور مشكلاتنا المجتمعية العميقة.

فلابد لنا جميعًا من الاعتراف بعدم فعالية طلاء الطبقة الخارجية للمشاكل دون التأثير عليها جوهريًا ومن الداخل.

كما ينبغي علينا أيضًا تسليط الضوء بشدة أكبر على التحولات الجذرية التي تحدث حاليًا داخل قطاعات مختلفة مثل الرعاية الطبية والتي باتت تواجه اختباراتها الصعبة أمام تصاعد موجات الذكاء الاصطناعي وتطوراته المستمرة.

وفي حين قد تبدو بعض جوانبه مدهشة بالفعل (مثل دقته التشخيصية)، لكن هناك مخاوف جدية بشأن احتمال فقدانه للإطار الأخلاقي والإنساني الخاص بعالم الصحة والعلاج والذي يشمل الرحمة والشعور العميق بواجب المساعدة ودعم المرضى نفسيًا وروحيًا بالإضافة للجوانب البدنية فقط.

وبالتالي فإنه لمن الضروري جدًا عدم الانجرار خلف الشعور الخادع بالأمان الناتج عن الاعتماد الكلي على آلات صنع القرار لأنه ببساطة وبدون شك سوف يؤثر بالسلب على عامل الاتصال البشري الحيوي بين مقدم الخدمة ومتلقيها سواء كان تعليميًا أو صحيًا وحتى اجتماعيًا.

ختاما.

.

دعوني أدعوكم للتوقف للحظة والتأمل فيما قلناه مؤخرًا كي نستطيع وضع الخطوات التالية نحو بناء مؤسسات تعليمية حضارية مبتكرة توفر خبرتها الفريدة لكل طالب وطالبة وذلك عبر مساعدة كل فرد منهم ليكتشف موهبة مميزة ويطلق عنها العنان ليبدأ رحلته الشخصية الفريدة لتحقيق النجاح والفائدة لأنفسهم ولمجتمعهم وللحفاظ كذلك على جمال الطبيعة وسلامة الأرض الأم.

فلا شيء أهم ولا أغلى من تربيتنا لأجيال مستقبلية تحمل رسالة سامية تتمثل بالحكمة والمعرفة والنبل الإنساني الأصيل.

#لإجابات #استخدام

1 التعليقات