إن الحديث عن العلاقة المتوترة بين الإنسان والتكنولوجيا يشكل أحد أكثر المواضيع أهمية وتحديًا في عصرنا الحالي.

فنحن نواجه تضاربًا حقيقيًا عندما يتعلق الأمر بمدى اعتمادنا على الأدوات التي نصنعها والتي قد تهدد هويتنا واستقلاليتنا الفكريّة والإبداعيّة.

لقد أصبحنا نطالب باستعادة زمام الأمور قبل فوات الأوان حيث يؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات بشكل كبيرعلى طريقة عمل دماغنا وقدرته التصورية والنقدية.

لذلك يجب ألّا نترك المجال مفتوحاً أمام احتمالات مستقبلية مخيفة قد تشبه تلك المشاهد السينمائية الكلاسيكية لما بعد نهاية العالم بسبب سيطرة الآلات والروبوتات عليها وعلى كل جانب من جوانب الحياة البشرية.

إن مطالبة الإنسان بتحمل مسؤوليته الخاصة واستقلاليته هي رسالة تبدو واضحة ومعبر عنها منذ زمن طويل ولكنها باتت ملحة جدا حالياً.

ومن الواضح أيضا ضرورة وضع حدود لاستخدام بعض التطبيقات حتى يتسنّى للحياة الطبيعية والبشرية أن تستمر وتنموا وأن يتمكن المرء من الشعور بالأمان والحماية وسط هذا العالم الافتراضي الجديد الغريب نسبيا والذي لايزال يحتفظ بشيء من الغرابة عنه!