في ظل الحديث المتزايد حول الذكاء الصناعي وأثره العميق على المجتمع، لا بد أن نسلط الضوء على الجانب الإنساني من هذا التحول التقني.

بينما نعمل على ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بما يخدم المصلحة العامة ويعزز الشفافية والأخلاق، يجب علينا أيضا النظر في كيفية تأثيره على العلاقات البشرية والقيم المجتمعية.

قد يؤدي الاعتماد الزائد على التكنولوجيا إلى زيادة الانعزال الاجتماعي حتى وإن كنا نعيش في عالم "متصل".

فقد تجعلنا التفاعلات الافتراضية أقل اهتماما ببناء علاقات حقيقية ومباشرة.

وهذا يشكل تحديًا كبيرًا لمفهوم العدالة الاجتماعية الذي نسعى لتحقيقه؛ لأن العدالة الحقيقية ليست فقط توفير الفرص والموارد بشكل عادل، بل تتضمن الحفاظ على الروابط الاجتماعية والانسجام بين أفراد المجتمع.

وبالتالي، فإن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار توازنه مع الاحتياجات البشرية الأساسية للتفاعل الحقيقي والبقاء ضمن حدود الأخلاقيات الإنسانية المشتركة.

فالتقدم التكنولوجي الذي يفشل في فهم وتقدير الجانب البشري منه سوف يقوض الجهود المبذولة لبناء مجتمع أكثر عدلاً واستقراراً.

لذلك، دعونا نتذكر دائماً أنه عندما نبني أدوات المستقبل، نحن نشكل مسار حياة الإنسان نفسه.

#الثورة