هل نحن نخسر براءة الطفولة أمام سطوة الشاشة؟

إن حديثنا السابق حول تأثير التقنية على تربية الأطفال يكشف عن قلق مشروع يتعلق بتحول أولويات الجيل الجديد.

بينما نركز غالبا على مخاطر الإدمان وفقدان المهارات الاجتماعية، هناك جانب آخر أخطر وهو فقدان البراءة والحنين للطفولة التقليدية.

الشاشات تقدم عالما بديلا، مليئا بالإمكانيات اللامتناهية والأبطال الخارقين، لكنها في الوقت نفسه تسلب الفرصة للاكتشاف الذاتي والتفاعل الحقيقي مع الآخرين ومع الكون المحيط بهم.

فالطفل الذي يقضي ساعات طويلة أمام الشاشة يفوت فرصة بناء علاقات ذات معنى، واختبار المشاعر الإنسانية الحقيقية، والاستمتاع ببساطة اللعب الحر.

إن المخاطرة ليست فقط في انعدام المهارات الاجتماعية، بل أيضا في غياب القدرة على الشعور بالتعاطف والعفوية والإبداع النابع من التجربة الحياتية الفعلية.

فقد أظهرت الدراسات العلمية أن التعرض المكثف للشاشات يؤثر سلبيا على تنمية مناطق الدماغ المرتبطة بالتواصل الاجتماعي وتنظيم العواطف.

وبالتالي، قد يصبح هؤلاء الأطفال أقل قدرة على تكوين روابط عاطفية صحية وسليمة.

السؤال الآن ليس ما إذا كانت التكنولوجيا سامة أم مفيدة، بل كيف نحافظ على توزان صحي يسمح للأطفال باستكشاف العالم الرقمي دون أن يفقدوا جمال ودفئ العالم الطبيعي.

علينا كآباء ومعلمين أن ندرك أهمية الحد من وقت الشاشة وتشجيع النشاط البدني والمشاركة المجتمعية والقراءة الورقية وحتى الملل!

فهذه التجارب هي لبنات بناء الشخصية الإيجابية والصحية.

في النهاية، يجب أن نتذكر أن الهدف ليس حرمان الأطفال من المتعة الرقمية، بل ضمان حصولهم على نصيب كامل من كل جوانب الحياة لتنمية روح بشرية متكاملة وقوية.

دعونا نعيد تعريف مفهوم النجاح ليحتوي كلا العالمين، الرقمي والطبيعي، حتى ينعم أطفالنا بالطمأنينة والسعادة والفخر بأنفسهم وبمجتماعتهم.

#وتدعو #الإسلامية

1 Kommentare