لنكن صريحين، فإن الواقع الذي يعيشه شباب اليوم مختلف عن واقع آبائهم وأجدادهم بكثير مما كان متوقعًا قبل عقود قليلة مضت.

وقد أصبح دور المؤسسات التعليمية أكثر أهمية وحساسية الآن أكثر منه سابقاً.

فالثورة التكنولوجية المستمرة والتي تعد بتغييرات جذرية نحو مستقبل أفضل للإنسان، تحمل أيضاً بعض المخاطر والتحديات الأخلاقية التي تحتاج لمواجهة حازمة وصريحة.

وفي ظل هذا المشهد الجديد والمتغير باستمرار، قد تتطلب مكافحة ظاهرة إدمان الألعاب الإلكترونية نهجًا مختلفة وغير تقليدية مقارنة بالطرق التقليدية القديمة.

فالجيل الجديد لديه طاقة وطموحات عالية ويطمح دائما للمزيد وللاستكشاف والاكتشاف الذاتي والعالم المحيط به بشكل أكبر بعيداً عن حدود الصف الدراسي الضيقة والقوالب الجامدة أحيانًا.

لذلك ربما حان الوقت لإعادة النظر جذرياً في طرق التدريس والمناهج المتبعة حاليا واستبدالها بأساليب حديثة ومتعددة الوسائط تتماشى مع روح العصر واحتياجات الطلاب النفسية والمعرفية المختلفة.

وهذا الأمر يتطلب وعيًا ثقافيا وتربويا عميقا بأن التقنيات الحديثة هي سلاح ذو حدين وأن التحكم بها وضبط بوصلتها بات ضرورة ملحة لحماية المجتمعات والحفاظ عليها من مخاطر الاستخدام السيء لهذه الأدوات القوية المؤثرة جدا خاصة عند النشأة المبكرة للفرد حيث يرتبط ارتباط وثيق بين التأثير الخارجي وشخصيته المستقبلية.

ومن ثم فقد آن الآوان لأن نمضي قدما باتجاه تطوير منظومتنا التعليمية بحيث تواكب هذا التحول الكبير الحاصل عالمياً، وذلك بغرس قيم المسؤولية الاجتماعية والشخصية لدى ناشئتنا منذ المراحل الأولى للتعليم جنباً إلى جنب مع توفير بيئة تعليمية غنية بالمحتوى الرقمي الجذاب وبناء شراكات ناجعة بين الجهات الحكومية والجهاز الخاص للاستثمار الأمثل للتكنولوجيا الحديثة في عالم المعرفة والرقي بالأمم.

فهذا العالم مفتوح أمام الجميع ولا مجال فيه لمن يقبع خلف أسوار جامده منتظرا مرور الزمن عليه!

#لتحديد #نتغاضى #لاستخدام #الألعاب

1 نظرات