إنه لمن دواعي سروري تقديم رؤيتي الخاصة لإثراء هذا الحوار الفكري الغني!

بينما نمضي قدمًا نحو مستقبل مليء بالتطور الرقمي والعولمة الاقتصادية، علينا أيضًا مقاومة اتجاه مقلق للغاية - وهو تآكل اللغات والثقافة المحلية وسط سيادة اللغة العربية كلغة عالمية مشتركة.

إن سلامة المجتمعات التقليدية وخصوصيتها معرضتان للخطر عندما تتلاشى لهجاتهن ولغاتهن الفريدة أمام موجة اللغات العالمية المنتشرة عبر الإنترنت ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة.

إن فقدان هوية شعب ما يعني ضياعه وعدم احترامه لقيمه وموروثاته التاريخية.

وهذا أمر خطير حقًا لأنه يؤدي غالبًا إلى عزلتهم اجتماعيًا وفشل اندماجهم داخل مجتمعات أكبر وأكثر اتساعاً.

علينا تشجيع الشباب العربي والشابات العربيات خاصة على الاعتزاز بلغتهن الأم وتراثهما الثقافي الفريد.

فالاحتفالات والطقوس الشعبية ليست مجرد مظاهر خارجية، وإنما تجسد قلبا ونبضا حيا لتاريخ وثقافة طويلة العمر.

كما ينبغي للدول العمل جنبا الى جنب لدعم مشاريع حفظ اللغات المهددة بالاندثار وصيانة الوثائق والتسجيلات النادرة قبل ان تختفي نهائيًا.

وفي نهاية المطاف، سوف نشعر جميعا بمزيدٍ من الرضا والانتماء حين يتمكن الأشخاص القادمون من خلفيات متنوعة من تبادل قصصهم وآمالهم بثقة واحترام متبادل.

إن احترام اختلافات الآخرين والاعتراف بها يعد أساس أي مجتمع حر ومتسامح يسعى لبناء جسور الحوار والتفاهم الدولي والدائم.

فلنتذكر دائما بأن التنوع ليس عبئا ولكنه هدية ثمينة تجمع بين جمال فكر الانسان ومواهبه الخلاقة.

فلنشجع أبنائنا وبناتنا العربيات والعرب ليصبحوا سفراء ثقافتهم وحراس تراث اجدادهم العريق وليحافظوا عليه بكل اعتزاز وشرف .

فذلك سيكون أفضل طريقة لاتقاء خطر الذوبان الثقافي والذي قد يأخذ صفة الدوام إذا لم نواجهه الآن وفي وقت مبكر جداً.

1 注释