هل فقدان الإرادة الحرة مقابل الابتكار حتمي؟

في ظل سباق التطور التكنولوجي المتسارع، نواجه سؤالًا فلسفيًا وأخلاقيًا جوهرِياً: ما الثمن الذي سندفعه مقابل التقدم العلمي المبهر؟

إن اعتمادنا المفرط على الأنظمة الذكية قد يقودنا إلى تدهور تدريجي لقدرتنا على اتخاذ قرارات مستقلة وإلى فقدان سيادتنا كبشر.

لكن هل يعني ذلك رفض كل أشكال التقدم والاكتفاء بالوقوف عند حد معين من الرقي والحضارة؟

بالطبع لا!

الحل يكمن في تحقيق توازن ديناميكي يحافظ فيه الإنسان على خصوصيته وامتيازاته الفريدة بينما يستغل قدرات الآلة لمعالجة البيانات الضخمة وحلول المشكلات المعقدة التي تتعدى طاقة عقله البشري.

إن الأمر أشبه برحلة طويلة مليئة بالتحديات حيث علينا اختيار الطريق الأكثر سلامة وعدالة بحيث يتمكن الجميع - بشراً وربوتاً – من الوصول إلى مبتغاهم بأمان واحترام كامل لإنسانيتهم ولإنجازاتهم العلمية.

فلنتجنب تصوير المستقبل بأنّه معركة خاسرة منذ البداية وليكن هدفنا الأساسي وضع قوانين وأنظمة صارمة تشرف عليها جهات دولية مستقلة للحفاظ على حقوق الإنسان وعدم السماح لأصحاب المصالح الشخصية باستعباد الآخرين باسم التطور والرقي المزيف.

فلنكن واثقين بقدرات عقولنا الخلاقة وقادرين علَى رسم مستقبل يضمن رفاهيتنا الجماعية والفردية بعيدا كل البُعد عن أي شكلٍ من أشكال الخنوع والاستكانة أمام قوة السلطة المطلقة للسلطة الجديدة القائمة علي رقائق السيليكون بدلا منها.

1 Komentar