نحن على مفترق طرق في نظامنا التعليمي الحالي.

فمع ازدياد انتشار الأدوات الرقمية والهواتف الذكية، أصبح من الضروري التشكيك فيما إذا كانت الطرق التقليدية للتعلم قادرة حقا على إعداد طلابنا للعالم الحديث.

إن اعتماد ممارسات التعلم الإلكتروني قد يكون الحل لمواجهة هذا الواقع الجديد، لكن يجب علينا أيضا الانتباه إلى الآثار الاجتماعية والثقافية لهذه الخطوة الجذرية.

هل يمكن للمعلمين والمعلمات التعامل مع البيئات الصفية الافتراضية بنفس الكفاءة والتواصل الفعال؟

وهل هناك حاجة ماسّة لإعادة تعريف أدوار كل طرف في العملية التعليمية؟

دعنا ننظر عن كثب إلى النقاط التالية: 1.

إعادة صياغة دور المُعلِّم: غالبًا ما يرتبط نجاح الطالب ارتباطًا مباشراً بمستوى مشاركة مُعلّمه وتفاعله معه.

ومع انتقال جزء كبير جداً من التدريس خارج نطاق الغرف الدراسية بفعل الوسائط الرقمية، فإن الدور التقليدي للمدرس سيتحوَّل بلا ريب.

ربما يتحول مدرس القرن الواحد والعشرين إلى مرشد وموجّه عوضاً عن مجرد مصدر معرفي مباشر.

وسيحتاج الأمر حينئذٍ لمجموعة مختلفة تمام الاختلاف من مهارات وخبرات لدى أولئك الذين اختاروا مهنة التعليم.

2.

التفاعل الاجتماعي والنمو الشخصي: أحد أهم مزايا المؤسسات التعليمية هو أنها توفر فرصة للاحتكاك والمشاركة الاجتماعية بجانب الدراسة الأكاديمية.

وبالنظر لذلك، كيف ستستطيع الأنظمة التعليمية الإلكترونية ضمان بقاء الطلاب منخرطين اجتماعيا أثناء تجربتهم التعليمية الجديدة؟

وما هي الفرص غير الرسمية الأخرى لبناء العلاقات والصداقات والتي ستتاح لهم هنا مقارنة بالفصول الدراسية الفعلية؟

3.

إنشاء شراكات فعالة: يتطلب تنفيذ أي حل تعليمي فعلي جهد تعاون مشترك بين جميع العناصر الرئيسية المشاركة فيه – وهي الطلاب وأسرهم ومقدمو الخدمة التعليمية وصناع السياسات والحكومة المحلية وحتى المجتمع الأوسع نطاقا-.

ولذلك يعد التواصل الواضح والفَهم المشترك هدفان أساسيان للحصول علي أفضل النتائج منه.

وبعد ذلك كله.

.

هل يستحق المخاطرة بتغيير النمط التعليمي السائد حالياً لما يقدمه لنا مستقبلا واعدا ؟

!

أم سيكون الثمن باهضا دفعناه ثمنا لاستخدام التكنولوجيا بهذا الشكل المكثف ؟

تلك أسئلة مهمة تستحق التفكر والنقاش العميق والفوري .

1 Commenti