هل تتجاهل الشركات السعودية الواقع الاجتماعي للموظفين السعوديين؟

دراسة حالة: تأثير الضغط النفسي الناتج عن العمل غير المتوازن

لقد سلط الضوء مؤخرًا على حاجة الموظفين لتحقيق التوازن بين حياتهم المهنية وحياتهم الشخصية.

وقد أكدت الدراسات والاستطلاعات المختلفة على الآثار السلبية الناجمة عن هذا الاختلال، والتي تشمل زيادة مستويات التوتر والإجهاد البدني والنفسي وانخفاض الرضا الوظيفي وزيادة معدلات دوران الموظفين.

ومع ذلك، لا يزال هناك نقص ملحوظ فيما يتعلق بدراسة كيفية تأثير هذه المشكلات على السكان المحليين، وبالأخص الشباب السعودي الذين يشكلون نسبة كبيرة من سوق العمل المحلي.

تهدف هذه الدراسة الأولية إلى تسليط الضوء على آثار ضغط العمل وقضائه ساعات طويلة خارج المنزل على صحة ورفاهية العاملين السعوديين الشباب، وذلك عبر تحليل بيانات أولية جمعتها الشركة خلال فترة زمنية محدودة (2020-2021).

وتشير النتائج المبكرة إلى ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب بينهم بسبب المطالبات المتزايدة والتوقعات غير الواضحة وعدم القدرة على وضع حدود واضحة بين عملهم وحيواتهم الخاصة.

كما لاحظ المشاركون شعوراً بالذنب عندما يقضون وقت فراغ بعيداً عن عملهم أو يتخذون قرارات لصالح صحتهم العامة.

بالإضافة لهذا، فقد أبلغ البعض أيضاً بأن ثقافة مكان العمل تدعم بشكل غير مباشر عبارة "العامل المثالي"، مما يزيد الأمر سوءاً بالنسبة لهؤلاء الأفراد.

وفي حين تعتبر نتائج البحث الأولية مثيرة للقلق، إلا أنها ليست مفاجئة نظراً للطبيعة الفريدة للسوق السعودي ومتطلباته الاجتماعية والثقافية التي قد تخلق المزيد من التعقيدات مقارنة بمثيلاتها العالمية.

إن فهم تأثير مثل هذا النظام على قوة عاملة محلية أمر حيوي لإيجاد حلول فعالة واستراتيجيات قابلة للتطبيق لحماية رفاهيتهم وضمان نجاح قطاعات متعددة بما فيها القطاع الخاص والرعاية الصحية وغيرها الكثير.

ومن الضروري إجراء مزيد من البحوث لتوفير صورة أكثر اكتمالا لهذه الظاهرة المعقدة وإلهام تغيير ثقافي شامل يعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.

#تشدد #ومستنير #المجتمع

1 تبصرے