هل يستحق التقدم التضحية بالإنسانية؟

في ظل هذه الثورة الرقمية المتسارعة، يبدو المستقبل سهماً تنطلق فيه عجلة الزمن بلا توقف.

لكن بينما نستقبل ذراعيه مفتوحات لأحضان الابتكار والتطور، ربما حان وقت التأمل العميق فيما إن كنا فعلا نفقد شيئا ثمينا: الإنسانية ذاتها.

أولئك الذين يرون في الذكاء الاصطناعي حلولا للمعضلات البشرية لا بد وأن يتذكروا دائما بأن الإنسان ليس فقط كيانا بيولوجيا ولكنه أيضا كائن اجتماعي يحتاج إلى التواصل الحقيقي والتفاعل البشري.

فالتعلم ليس مجرد نقل معلومات، بل عملية نمو شاملة تحتاج إلى الدعم العاطفي والنفسي الذي يقدمه المعلمون والمتعلمون بعضهم البعض.

ومن جانب آخر، التعليم عن بعُد، رغم فوائده الواضحة، قد يتحول بسهولة إلى جدار يفصل بين الأغنياء والفقراء، حيث يصبح الوصول إلى أفضل الخدمات التعليمية مرتبطا بثراء الأسرة وليس بمستوى الذكاء أو الرغبة في التعلم.

يجب علينا أن نعمل جميعا لتجنب هذا السيناريو المظلم وتوفير فرص متساوية للجميع.

وفي خضم هذا السباق نحو المستقبل، لا يجدر بنا أن ننظر إلى ثقافاتنا المحلية وكأنها شيء يمكن التخلص منه مقابل "العالم الجديد".

ثقافتنا هي ما يجعلنا فريدين، هي جذورنا التي تربطنا بالأرض والأجيال الماضية.

فلنحافظ عليها ولنجعل منها جسراً نحو المستقبل، وليس حاجزاً أمام التقدم.

فلنتذكر دائما: التقدم الحقيقي لا يتمثل في تجاوز الإنسانية، بل في تحسين حياتنا ضمن إطار القيم الإنسانية الأساسية - الاحترام، التسامح، التعاون، والحفاظ على تراثنا المشترك.

لنعمل معا لبناء مستقبل يشرف به جميعنا.

#الاتصال #غازيا #الأطفال

1 التعليقات