إنه لأمر مفجع أن نتحدث عن مستقبل البشرية وكأننا مجرد بيادق تتحكم فيها قوى خارجية لا نهائية!

إن فكرة كوننا محاصراً بين جدار من الظلام والقمع الذي تخلقه النخب السياسية والاقتصادية ليست سوى بداية الطريق نحو فهم عميق لطبيعة العالم الذي نعيشه اليوم.

فلنفترض للحظة واحدة أنه بالفعل توجد منظومات سرية تحرك الأحداث خلف الكواليس وتوجه مسار الأمور حسب المصالح الخاصة لها.

.

.

ماذا يعني هذا بالنسبة لنا كمواطنين عاديين نمارس حياتنا اليومية ونعمل جاهداً لبناء غد أفضل لأنفسنا وللعالم؟

إنه يعني ببساطة شديدة أن تعليم وعي الناس أصبح أكثر أهمية من يوم مضى وأنَّ معرفتهم بحقوقهم وقدراتهم قد يكون سلاح فعالا ضد هؤلاء المتحكمون الذين يحاولون إذلالنا واستعبادنا باسم التقدم والحداثة وغيرها الكثير مما يعتبرونه مصلحة عليا للدولة والشعب!

علينا جميعا العمل جنبا الى جنب لإبراز الضوء على جميع أنواع الاستغلال سواء ضمن نطاق الدولة الواحدة او خارج حدود الوطن الواحد.

كما انه علينا أيضا خلق ثقافة جديدة قائمة علي اساس المساواة والحريه والتسامح بدلا من النظام الحالي المبني علي الاستبداد والاستعباده .

بالاضافه لذلك ، فان التعليم والوعي بمختلف انواع الاسلوب سوف يساعد كثيرا لمحاربه تلك المؤامرات والعقول الشريرة التي تقوم بهذه المشاريع الهدامه تحت ستار العولمه وحقوق الانسان وغيرها كثير مما يؤذي المجتمعات بشكل مباشر وغير مباشر .

في النهاية وفي ظل هذا الواقع المرير, اعتقد اعتقادا راسخا بان المستقبل ليس بيد الغير ولكنه بين ايدينا ان اردنا تغيير واقع مرير وبناء مستقبل زاهر وابلغ واكثر اشراقا .

فالقيادة الحقيقة تأتي دائما عندما يقف الشعب موحد ويقاوم بكل قوة وسلاح ممكن له ضد الطغيان بأشكاله المختلفة .

لان الاصلاح الاجتماعي والاقتصادي والثقافي يتطلب منا جميعا بذل اقصي الجهود لتحقيق العدل والمساواه داخل مجتمع واحد وايضا التعاون الدولي للقضاء علي جذور المشكلة وليس فقط اعراضها .

وفي انتظار ذلك اليوم حيث يصبح شعار الحرية والسلام ليس مجرد كلام فارغ يردده البعض , سوف ابقى مؤمنا بأن لكل انسان حق الحياة والسعادة وان تحقيق هذان الشيئان الأساسيان يعتمد اولا واخيرا علي قوة ارادة المواطن وثبات رأيه وتمسكبه بقيم العدل والإيمان رغم طول الليل وظلماته .

إنه الوقت المناسب الآن لنصحوا من سباتنا العميق ونبني مجتمعا جديدا خالياً من قيود الجشع والطغيان وفقط مبنيا علي أساس الحقوق والواجبات المتساوية للجميع بلا فرق ولا تميز .

لنقم بذلك معا قبل فوات الآوان !

!