من الإرادة الى القدر : تحديات العصر الحديث في زمن تسارع فيه وتيرة الحياة وازدادت متطلباتها، أصبح مفهوم "الإرادة البشرية" أكثر غموضًا وتعقيدا مما مضى.

فالحديث عن كون الإنسان مسيرا ام مخيّرا ليس حديث الماضي فقط؛ بل هو نقاش حيوي يتجدد باستمرار تحت ضغط التقنيات الجديدة وسريان المعلومات المتواصل.

إن التجربة الانسانية لرائد الفضاء سكوت كيلي توضح لنا كيف ان اتباع النظام والانضباط الذاتي يمكنهما ان يحولا اقسى الظروف الى فرصة لتنمية المهارات والاسترخاء الذهني وان كان ذلك وسط فراغ الفضاء الشاسع!

.

كذلك فان تنوع المسارات المهنية في مجال البرمجيات يعرض امام الشباب خيارات واسعة النطاق تسمح لهم بالتعبير عن مواهبهم ورغبباتهم الخاصة.

من جهة اخرى، وفي عصر الهواتف الذكية وشبكات التواصل الاجتماعي، نجد انفسنا مدمنين رقميين نستجيب لمنبهات متعددة كل ثانية تقريبا!

وهنا تأتي اهمية التفريق بين ما هو ضروري وما هو زائد في حياتنا الالكترونية للحفاظ علي تركيزنا وصحتنا النفسية والعاطفية.

وفي اطار الديناميكية الاجتماعية والحضارية السائدة الان، هناك الكثير ممن يدعون الي اعادة النظر في منظومة القيم القديمة واعتبار الاعتماد علي النفس والقوة الشخصية عامل جذب اقوى بكثير مقارنة بالإيمان بالقضاء والقدر كما عرفناه منذ القدم .

وقد يؤدي هذا الاتجاه إلي مزيد من الاستقلال والفردية ولكنه بالطبع سوف يخلق ايضآ حالة من عدم الثقة المجتمعية وضعف العلاقات الاسرية وغيرها.

.

.

ختاما ، بينما نتقدم اكثر فاكثر في فهمنا للطبيعة البشرية ودور العلم فيها، سنظل نبحث دوما عن نقطة الالتقاء بين حرية الاختيار وقدرة الخالق الذي وهبنا العقول لنستخدمها فيما يرضيه ويعود بالنفع علينا وعلى مجتمعاتنا مستقبلا.

إنها معادلة ليست سهلة الحل ولكنها بلا شك تستحق الدراسة والنقاش العميق والمستمر طوال مراحل العمر المختلفة.

#يمكنك #يكون #فرص #اهتماماتك