هل نحن مستعدون حقاً للمجهول؟

لقد فتح لنا النقاش الأخير أبواباً واسعة نحو فهم عميق لأزمة المرونة المؤسسية وحدودها الحالية.

بينما نركز غالباً على تحسين الأنظمة والتكنولوجيات لجعل مؤسساتنا أكثر مرونة، يبدو أن هناك حاجة ماسة لاستراتيجية أعمق وأشمل.

إن مفهوم التحويل إلى "تنظيم حي" يقدم رؤية ثاقبة ومبتكرة لهذا التحدي.

ولكن ماذا لو ذهبنا أبعد من ذلك؟

هل من الممكن أن نشكل بيئة تنظيمية تستطيع التعامل ليس فقط مع الشكوك المعروفة، بل أيضاً مع "المجهول المطلق"؟

خذ مثال بركان فزوف النائم في جنوب أوروبا، فهو يشكل تهديداً دائماً ولكنه غير متوقع.

كيف يمكن لمؤسساتنا أن تستعد لما هو غير قابل للتنبؤ به؟

وكيف يمكننا بناء هياكل تقاوم الاضطرابات سواء كانت اقتصادية، اجتماعية أو جيوسياسية؟

دعونا نفكر في الأمر من منظور آخر: إذا كنا قادرين على خلق مؤسسات تتمتع بالذكاء الكافي للتعلم والنمو والتغيير باستمرار، فقد نحصل على نوع من المرونة البيولوجية.

وهذا يتطلب تغييراً أساسياً في عقلية القيادة والثقافة التنظيمية.

إنه يدعو إلى نظام يستند إلى التعاون والشفافية والاحترام المتبادل، حيث يصبح الجميع شركاء حقيقيين في العملية وليس مجرد أدوات تنفيذية.

هل هذا ممكن؟

بالتأكيد، لكن الطريق طويل ومليء بالعقبات.

ومع ذلك، فالخطوة الأولى هي الاعتراف بأن تحديات المستقبل تحتاج إلى حلول مبتكرة وغير تقليدية.

فلنجعل مؤسساتنا أقرب إلى الحياة وأنبت فيها روح النمو والتجديد الدائم.

هل أنت جاهز لتلك المرحلة الجديدة؟

أم أن خطوات صغيرة داخل البيروقراطية القديمة كافية بالنسبة لك؟

1 تبصرے