في ظل التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ينبغي استثمار هذا الرقي العلمي خدمة لديننا الإسلامي العريق ولإسهامه في تقدم أمور المسلمين عامة وبخاصة فيما يتعلق بانضباط الأحكام الشرعية وفق الضوابط والقواعد التي وضعها فقهاء عصرنا الأول والعصر الحديث أيضاً.

إن تطبيق مبدأ "التفكير الحاسوبي" والاستدلال عليه بالنصوص الدينية فكر عميق ومعاصِر وينمي مهارات الطلبة ليبدعوا ويبتكِرُوا حلولاً عملية تتناسب وما جاء به الكتاب والسنة المطهرة بلا تحريف ولا تكلف!

كما أنها تولِّد جيلاً واعياً بموارد البحث ويعتمد عليها بدلاً من الاعتماد فقط علي ما يرد عبر شبكات الانترنت المختلفة والتي غالباً ماتكون غير صادقة ومضللة.

وفي نفس السياق فقد حبانا الخالق عز وجل بعقل قادرعلى التفكر والتدبر وهذا أمر لا يقدر بثمن إذ لهو سلاح ذو حدين إن صح استعماله.

ومن جانب آخر يعد الاقتصاد الرقمي أحد أبرزالقطاعات الواعدة عالمياً لذلك يتوجبالجميع اللجوء إلي وسائله لتحقيق التقدم الاقتصادي جنبا بجانب التمسك بالأمانة المالية واحترام ملكية الغير خصوصيات الشخصية للفرد وذلك تحت مظلة التشريع الاسلامي الراقي والذي يعتبر أصل عظيم لحفظ حقوق البشر جميعاً مهما اختلفت دياناتهم وانتماءاتهم القومية والجغرافية.

ويعد مجال الحكومة الالكترونية مجالا خصبآ يمكن ايصال رسالة الدين السمحة اليه لتيسير حياة المسلمين وترسيخ دعائم العدل والمساواة بينهم وبين شعوب الأرض كافة حيث ان اهتمام الدول المتزايد بها اساسي ومصيري خاصة اولئك الذين يسعون لبلوغ أعلى مدارج الحضارة والإنجازات الصناعية والاقتصادية العملاقة.

وفي نهاية الأمر نسأل الله الهداية والرشد وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم انه ولي ذالك والقادرعليه وصلى اللهم وسلم وزد وبارك علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين إلي يوم الدين.